"أستراليا كرمتني وحررتني من قيودي": ابنة فلسطين تكافح من أجل العلم وحريتها وأطفالها

Dr Majeda Awawdeh

Credit: Dr Majeda Awawdeh

هاجرت إلى أستراليا مع عائلتها الصغيرة، ولكن شاء القدر أن ينتهي زواجها لتكمل مسيرة هجرتها لوحدها وأن تشق طريقها منفردة لتصبح رائدة في مجالها.


النقاط الرئيسية
  • أستراليا حررتها من القيود المجتمعية والنفسية.
  • أكملت الدكتوراه وافتتحت أكاديمية التعليم العالمي الرائدة.
  • على رغم البعد والسنوات الصعبة في الوطن الأم فلسطين لا تزال تعيش داخلها.
تقول الدكتورة ماجدة عواودة المتخصصة في مجال تعليم الرياضيات ومديرة أكاديمية التعليم العالي وهي تسرد قصة هجرتها لـ SBS عربي 24 أنه من حسن حظها أن وجودها في أستراليا ساعدها على إنهاء معاناتها مع زواجها العنيف الذي دام 17 عاماً.

تصف الدكتورة ماجدة قصة هجرتها بالمختلفة عن الآخرين، إذ أتت إلى أستراليا بموجب تأشيرة طلب العلم للإنهاء رسالة الدكتوراه والتي تمكنت بعد إنهائها من الحصول على الإقامة الدائمة للبقاء مع أولادها في أستراليا.

وصلت الدكتورة ماجدة إلى أستراليا في يوم من أيام الشتاء القارس في السابع من شهر تموز عام 2005 وتستذكر ذلك اليوم قائلة: "كنت قلقة إذ كان يشعر أولادي ببرد شديد ودخلنا عالماً معاكساً لما كنا نعيشه. الطقس والقيادة والمجتمع كلهم عكس ما كنا نعرفه".

ولكن على الرغم من قساوة الطقس فهي كانت تفكر في هذه الأثناء أنها تريد التحرر من القيود التي كانت مفروضة عليها والتي كانت أكثر قساوة. أولها نظرة المجتمع العربي إلى المرأة وخاصة في ظل عدم دعم الرجل، وثانياً القيد النفسي كونها فلسطينية من عرب 1948 وكان دائماً ينظر عليها على أنها مواطنة درجة ثانية.

أريد أن أكون إنسانة أقيم على أساس عملي وإنجازاتي وليس حسب هويتي وديانتي ومجتمعي.

وجدت الدكتورة ماجدة صعوبة في بداية مشوارها بسبب عدم وجود الإطار العائلي والأصدقاء في أستراليا والذي هو أساسي لتقديم الدعم النفسي ولم يكن من السهل الاتصال بالأهل في ذلك الوقت، إذ كانت الإتصالات وغير متاحة كما هي اليوم. كما كانت اللغة عائقاً أيضاَ في التواصل مع الآخرين في بداية الطريق.

حتى إن وُجد الأصدقاء، لم تكن لدي اللغة والمفردات اللازمة للتعبير.

واستمرت الصعوبات في الظهور في وجه الأم التي لم تجد تربية أبنائها الثلاثة في بلد جديد وثقافة جديدة أمراً سهلاً، ولكنها كانت تستخدم هذه الصعوبات كمصدر قوة لتقهرها وتتمكن من الاستمرار. كما أنها وجدت في تنظيم الوقت والراحة النفسية عوامل أساسية لتوفق بيت حياتها العائلية والعملية.
بدأت الدكتورة ماجدة تشعر بالاستقرار الفعلي والأمان عندما تم إلغاء تأشيرة زوجها السابق ولم يسمح له بالعودة إلى أستراليا كونه كان زوجاً معنِفاً، ولكنها شعرت بالانتماء إلى أستراليا منذ وطأت أرض أستراليا، حيث قالت، "شعرت بالانتماء من اليوم الأول عندما وجدت أن البلد الذي وصلت إليه للتو يحميني كامرأة".

ولكن على الرغم من الصعوبات والتحديات، فالدكتورة ماجدة تؤمن أن المرأة لديها قوة جبارة وهي تشبهها بطائر العنقاء الخيالي الذي يُحرق وينهض من جديد، فقد استطاعت أت تستغل وتوجه هذه القوة لتنهض وتكمل مشوارها الأكاديمي، إذ أكملت درجة الدكتوراه في نظرية التحميل الدماغي وأسست أكاديمية التعليم العالمي فيما بعد، حيث عملت على تطوير طرق جديدة لتعليم الرياضيات للطلاب.

وفي ضوء إنجازاتها وعملها الدؤوب، حصلت الدكتورة ماجدة على العديد من التكريمات والجوائز التي تراها مهمة جداً لتقدير تعبها وما وصلت إليه، ولكنه في نفس الوقت يحمل شعوراً بالمرارة.

إنه ذلك الشعور الحلو والمر في نفس الوقت، حيث إن أستراليا كرمتني، ولكن بلادي لم تكرمني.

تعيش الدكتورة ماجدة حنيناً دائماً إلى أرض فلسطين وعلى الرغم من البعد فلسطين تعيش بداخلها، ولكن ما يؤلمها أن السنوات التي عاشتها في فلسطين لم تكن أفضل سنوات حياتها. واليوم وبعد 17 عاماً من الغربة لا تستطيع أن تفصل بينما إذا كانت أسترالية أو فلسطينية خاصة أن أستراليا قدمت لها الأمان الذي افتقدته في فلسطين.

أنا لا أومن أنه يجب تعريفنا حسب البلد الذي ولدنا أو عشنا فيه، ما يعرفنا هو عملنا وإنجازاتنا ومساعدتنا للمجتمع الذي نعيش فيه.

رحلة ابنة فلسطين علمتها ألا يوجد شيء اسمه مستحيل، فعلى الرغم من الزواج القاسي الذي دام 17 عاماً فقد كانت على يقين أن رحلة العذاب هذه ستنتهي. ولكنها تؤمن أيضاً أنها ما كانت لتتمكن من تحيقق ذلك من دون التعليم والتحصيل الأكاديمي الذي هو مهم جداً للشاب والفتاة على حد سواء، لأن لا أحد يعرف ما تخبئه له الأيام.

لم أتصور يوماً أن أضطر إلى الهجرة إلى بلد آخر لأعيش بأمان وحرية.

تعمل الدكتورة ماجدة على توثيق قصة حياتها في كتاب سيصدر خلال الأشهر القادمة والذي تأمل أن يكون ملهماً لنساء أخريات يعشن تجربة العنف المنزلي ليتعلمن من تجربتها.

يمكنكم التعرف أكثر على الدكتورة ماجدة عواودة من خلال رابط صفحتها الخاصة، كما يمكنكم التقدم للحصول على منح من خلال موقع الأكاديمية Global Education Academy.

يمكنكم الاستماع إلى هذا اللقاء في التسجيل الصوتي المرفق أعلى الصفحة.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على فيسبوك و تويتر و انستغرام.

توجهوا الآن إلى موقعنا الالكتروني للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand