جاء الاتفاق بعد وساطة مكثفة وغطاء دبلوماسي أمريكي واسع، يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، الإفراج المتبادل عن الأسرى، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية من غزة.
لكن المتابعين للمشهد يرون أن هذه البنود لا تكفي لوصفه باتفاق "سلام شامل"، بل أقرب إلى هدنة منظمة، تخفي خلفها ترتيبات أعمق قد تُغيّر ملامح الخريطة السياسية الفلسطينية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي في العاصمة الأردنية، عادل محمود، إن إسرائيل ستلتزم بالاتفاق الذي فرضته إدارة ترامب على طرفي النزاع.
المرحلة الأولى ستكون سلسة، والخروقات ستكون على الطريقة اللبنانية، ومطاردة فلول حماس في غزة. الأهم أن إسرائيل ستذهب بتفويض أمريكي للقضاء على حماس في الضفة الغربية، من منطلق أنه لا يمكن تركها مسلحة هناك.
وبحسب مراقبين، فإن الحديث عن “سلام” لا يكتمل دون معالجة قضايا أساسية مثل مستقبل غزة وإدارة القطاع وهو ما لا يتضمّنه الاتفاق بصيغته الحالية.
في هذا السياق، تتباين وجهات النظر داخل الأوساط السياسية الفلسطينية بشأن نوايا واشنطن، خاصة مع ما تردّد حول وجود تفاهمات خلفية تتعلق بملف إيران، وتركيبة الحكم في غزة، وما قد يُطرح لاحقًا من حلول تتعلق بالضفة الغربية.
هل هناك غدر سياسي في القضية الفلسطينية؟ نعم، هناك تحايل، لأن ترامب سيسمح لسكان غزة بالعودة من جديد، وذلك في محاولة لتشجيع الهجرة. كما أن هناك خلافًا حقيقيًا على من سيحكم غزة بعد الحرب، وصراعًا سياسيًا كبيرًا يلوح في الأفق. في كل الأحوال، الإبادة انتهت."
ووفقًا للمعلومات المتداولة، فإن هناك تفاهمًا أمريكيًا إسرائيليًا واسع النطاق يتجاوز غزة، ويتصل بخريطة النفوذ الإقليمي برمّتها، وقد بدأت تظهر ملامحه من خلال مواقف واشنطن العلنية وتصريحات ترامب التي تلمّح إلى "خطة أوسع" تشمل الملف الإيراني.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.