اختار الفنان جورج المير خطواته وطريقه نحو حلم لا يعرف الحدود ، في رحلة من شمال لبنان الى قلب ملبورن ومن السلك العسكري إلى المسرح ، وبصوت عذب وحنجرةٍ تحمل صدى الجبل، صنع جورج لنفسه اسماً لامعاً في الساحة الموسيقية الأسترالية، بعد أن ترك بزته العسكرية في لبنان، ليؤسس في أستراليا فرقة "سوا" التي تجمع مواهب متعددة وخلفيات ثقافية متنوعة، وهي تدوزن انغامها على التخت الشرقي وتعيد التعريف بثقافة الشرق وموسيقاه في استراليا.
الفنان جورج المير قلّب في حديث لــ " أس بي أس عربي" اوراق رحلته هذه، من الطفولة في شكا إلى مهرجانات الجاليات، من جوقة الكنيسة إلى خشبات المهرجانات، ومن الحنين إلى المستقبل .
جورج المير: الغناء بدأ من المدرسة في لبنان وتطور الى مشروع موسيقي في ملبورن
وقال جورج المير عن البدايات "كنت أنتمي للسلك العسكري في لبنان، وكان من الصعب أن أمارس موهبتي بحرية في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، لكنني حين وصلت إلى أستراليا، شعرت أن هذا الوطن الثاني قد منحني مساحة للتنفس والإبداع".
وأوضح أن شرارة الغناء اشتعلت في داخله منذ أيام الطفولة على مسرح المدرسة، لكنه يصف أول تجربة غنائية فردية بأنها كانت صدمة حقيقية ، موضحا بالقول "نسيت الكلمات، وتلعثمت، وهربت من الحفل .. لكنني عدت أقوى".
وتحدث جورج عن الدور الكبير الذي لعبه شقيقه الفنان رامي المير في دعمه وتشجيعه قائلاً "أخي رامي هو صخرتي .. دعمني، صحح لي، ورفع من ثقتي بنفسي، ولولاه ما وصلت الى ما وصلت اليه اليوم في حياتي الموسيقية وحياتي بشكل عام".

جورج المير واعضاء فرقة سوا اثناء التدريبات
فرقة “سوا” تعيد تقديم المقامات الشرقية بأسلوب حديث في أستراليا
أما عن تأسيس فرقة "سوا"، فقد أشار المير إلى أن الفكرة انطلقت بعد انتقاله إلى ملبورن، حيث التقى بالمايسترو عمر ملكي وقال "بدأت لقاءاتنا كجلسات تعارف موسيقي، ثم تحولت إلى مشروع جاد .. اجتمعنا، وجمعنا الآلات الناقصة، وبدأنا نتمرن، ثم انطلقت الفرقة".
واستعاد اللحظة التي وُلد فيها اسم "سوا" قائلا "حتى برامج الذكاء الاصطناعي شاركتنا البحث عن اسم ؛ لكن في النهاية، جاءت الكلمة من قلب الحديث : سوا "، واضاف " هكذا جاءت الفكرة Sawa production ، Sawa group ، Sawamusic ".
وتابع " جاء المعنى .. كلنا سوا ، الموسيقيون، الجمهور، العاملون خلف الكواليس".
وأكد أن مشروع "سوا" هدفه إحياء التراث كما سنسعى إلى المزج بين التراث العربي الشرقي وبين الحداثة، قائلا "نريد أن نعيد أصوات الكبار، من وديع الصافي إلى فيروز، لكننا نسعى أيضا للوصول إلى جمهور الموسيقى الحديثة، ومزج المقامات بالتوزيع المعاصر".
وأشار جورج إلى أن الموسيقى الشرقية لا تموت ومضى الى القول "الجمهور العربي في أستراليا متعطش لهذه الموسيقى والتخت الشرقي ولهذا اللون الفني، وأن الحفلات التي أقيمت سابقاً أظهرت مدى الحنين للموسيقى الشرقية".
جورج المير: رحلتي من لبنان إلى ملبورن بدأت من جوقة وانتهت بفرقة سوا
عشق جورج المير للفن كان حافزا لينطلق الى تنمية موهبته وصقلها ، إنضم الى جوقة القديسة رفقا بقيادة الأخت مارانا سعد المعروفة حاليا بجوقة"فيلوكاليا"، كما درس الموسيقى والغناء في مدرسة "الفن والموسيقى" ومارس الغناء في لبنان ضمن المناسبات الخاصة.
وعن أثر جوقات الكنيسة في تكوينه الفني، قال جورج "اذكر منها جوقة القديسة رفقة ، واليوم انا في جوقة سيدة لبنان في ملبورن" موضحا ان"الألحان المارونية القديمة كانت تمرينا يوميا على المقامات ومخارج الحروف واللفظ الصحيح .. والكنيسة كانت بوابة تعرفت من خلالها على الناس في ملبورن".
وعن مشاركاته مع نجوم مثل ناصيف زيتون وملحم زين ووليد توفيق، أوضح أن تلك التجارب منحته خبرة في السيطرة على المسرح، قائلا "تعلمت منهم كيف أتحرك، كيف أتنفس، وكيف أملك الخشبة وكيف يجب ان اكون على المسرح".
وفي ما يتعلق بالمشاريع المقبلة، كشف جورج عن تحضير أغنية جديدة بالتعاون مع شقيقه، بالإضافة إلى التحضير لأول حفل رسمي كبير لفرقة "سوا" المرتقب في أواخر أكتوبر أو مطلع نوفمبر.
وختم قائلا "لكل من يحمل موهبة: لا تتردد. جرب، وثق بنفسك".
يمكنكم الاستماع للتقرير في التدوين الصوتي أعلاه.