تعتبر الشابة جميلة مجال الهندسة بمثابة شغفها الأول وتقول إن شغفها هذا نابع من اهتمام عائلتها ومنذ صغر سنها بمجالات العلوم والرياضيات والهندسة.
كانت جميلة تدرس الهندسة في سوريا عام 2012 عندما اندلعت الحرب وانقطعت عن جامعتها في حلب.
رفضت الاستسلام، ووجدت ديرًا في المدينة التي دمرتها الحرب، كان يؤوي راهبات وطلابًا آخرين لتعيش فيه حتى تكمل دراستها - لكن لم يكن لديهم كهرباء أو مياه.
قالت جميلة: "كانت ظروفا صعبة ومخيفة جدا وقاسية. كانت الصواريخ والقذائف تتساقط فوق رؤوسنا لكنني لم أفقد الأمل في تحقيق طموحي والتخرج من أجل البحث عن حياة أفضل يوما ما".
"واجهت الموت بعيني - لن أنسى الرصاصات التي أطلقت علينا من خارج الدير وأصابتني بالفعل، ولكنني تمكنت من النجاة بحياتي والمتابعة".
بعد الانتهاء من دراستها على ضوء الشموع، تمكنت من التخرج والهروب من سوريا عن الطريق السفر إلى لبنان أولا ومن ثم أربيل حيث تقدمت بطلب اللجوء إلى أستراليا.

تقول جميلة إن AMES ساعدها على تحسين لغتها الإنجليزية والتواصل مع قطاع الصناعة الهندسية بعد عامين ونصف العام من تخرجها، وهو أمر حيوي في إعادة تأسيس حياتها المهنية وحياة الكثير من اللاجئين في أستراليا.
وبعد حصولها على فرصة للتدريب في أحد أكبر شركات الهندسة العالمية Worley، تمكنت جميلة من الحصول على عقد للعمل الدائم فيها بفضل جهدها وشغفها في مجال الهندسة.

وليس هذا فحسب، بل تعمل جميلة الآن على دعم المهاجرين واللاجئين من خلفيات هندسية مختلفة بتنظيم ورشات عمل لتأهيلهم للدخول الى سوق العمل في أستراليا.
وتم اختيار المهندسة جميلة العرقان من بين اكتر من 900 مرشح للمشاركة في المؤتمر الدولي للطاقة والغاز في العاصمة الأسترالية كانبرا، بعد أن كانت أحد ضيوف الشرف في نقابة المهندسين في استراليا لألقاء محاضرة بعنوان "دور المرأة المهندسة المهاجرة الهام في أستراليا".

"وسعدت كذلك بإلقائي كلمة أمام أخصائيين الطاقة والرؤساء التنفيذين للشركات الرائدة في مجال الغاز والطاقة في أنحاء الدولة وتم ترشيح خطابي من أفضل ثلاث خطابات تم القاؤها في المؤتمر".
يمكنكم الاستماع إلى لقاء المهندسة جميلة العرقان كاملا بالضغط على الرابط الصوتي المرفق أعلاه.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.