فقد أركان بصره في عام 2000 ولكن ذلك لم يثنيه عن المضي قدماً في تحقيق أحلامه التي كان قد خط ملامحها وهو في مرحلة عمرية مبكرة. وصل أستراليا وفي جعبته خبرة ناهزت العشرين عاماً في تدريس الرياضيات واعتاد منذ نعومة أظفاره على الاجتهاد في الدراسة والعمل.
روى قصته لأس بي أس عربي24 قائلاً: "بدأت العمل وعمري لا يتجاوز الحادية عشرة، وبعد تخرجي من الجامعة في بغداد، كنت أعمل من السابعة صباحاً حتى العاشرة مساءً كل يوم ضمن وظيفتي كمدرس".
وبعد أن أصبح كفيفاً، وجد أركان نفسه على مفترق طرق: "كان على أن أتخذ القرار، إما أن أستمر وأواصل السعي لتحقيق أحلامي أو أنزوي بعيداً عن الناس. قلت لنفسي، أنا أعمى البصر لا أعمى البصيرة".
بعد لجوئه إلى أستراليا، تابع دراساته العليا وحصل على شهادة الماجستير في علم الرياضيات من جامعة سيدني للتكنولوجيا وهو اليوم يحضر نفسه لاستكمال دراسة الدكتوراه في المجال الذي لطالما أحب.\
أنا إنسان طبيعي فاقد للبصر، عندي عقل وإرادة وأحلام كأي شخص عادي.

Blind Person Crossing Street Source: iStockphoto
عن العمل التطوعي الذي يستمثر فيه أكثر من 6 ملايين أسترالي بعضاً من وقتهم، يقول أركان: "عندما وصلت إلى أستراليا، كانت معرفتي محدودة بالحاسوب ولكنني تعلمته وقمت بتدريس مكفوفين آخرين. عملت أيضاً في دار عجزة ولمست فقدان الكثير منهم للحب والحنان."اذا لم تكن أنت واثقاً بقدراتك، لن عن\دك ثقة بقدراتك، لن تتمكن من التخطيط لتحقيق أحلامك.
وفي الوقت الذي يعاني فيه كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة من طريقة تعاطي المجتمع مع مشاكلهم وقضاياهم، يرى أركان أن الحل يبدأ من داخل الإنسان: "إذا لم تكن واثقاً بقدراتك، لن تتمكن من التخطيط لتحقيق أحلامك. معاملة الناس لي تختلف من شخص لآخر، هناك من سيسعى لإحباطك بالتأكيد ولكنني لم أكن لأصل لهذه المرحلة دون مساعدة الكثير من أقاربي وأصدقائي خصوصاً في أستراليا. ساعدوني على تحقيق حلمي بأن أطير بجناحيين قويين."
وعن هدفه وراء مواصلة دراساته العليا قال أركان: "هدفي لم يكن فقط الماجستير وانما تحدي الاشخاص الذين يقولون أن اصحاب الاعاقة يجب أن يظلوا في البيت. أردت أيضاً أن يعلم طلابي معنى التحدي لألهم الآخرين."
استمعوا إلى المقابلة مع السيد أركان يوسف في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.