حمل الأرزة في قلبه ووجدانه بعد من الوفاء والولاء لوطنه الأم لبنان ووطنه الأب أستراليا.
ناشط اجتماعي ومدافع عن حقوق الإنسان وصحافي متمرس حاز على أرفع الأوسمة الباباوية وميدالية أستراليا من الملكة اليزابيت الثانية وجوائز عديدة استحقها بجدارة قلمه الشفاف.
الأستاذ أنور حرب، اللبناني الأصل، من الأوجه الإعلامية المعروفة في الجالية العربية في أستراليا، وهو رئيس تحرير جريدة النهار في أستراليا، امتهن الصحافة منذ أكثر من خمسين سنة.
وفي حديث له مع اس بي اس عربي 24، ضمن فقرة "وجوه من الجالية"، قال ابن لبنان وصاحب وناشر ورئيس تحرير جريدة النهار في أستراليا، الأستاذ أنور حرب، إنه ابن ضيعة شمالية جميلة كسائر قرى لبنان المحبوبة التي عاش وتنقل في ما بينها، درس في طرابلس ثم انتقل الى بيروت لإكمال دراساته العليا وبدأ حقبته العملية وهو لا يزال في الثامنة عشرة من العمر.
هاجر الى أستراليا من بعدها بقليل حاملا في قلبه حب الوطن وأحلام المستقبل. وهو الى اليوم يتطلع إلى بيروت ويتألم لألمها ويشعر بمأساتها ويأمل خلاصها وسلامها: "قلبي ينزف لأني أحب أن ألملم ذكرياتي الحلوة من مقاهيها، وأتأمل جمالاتها. أشعر مع أبنائها ومع النازحين اليوم الذين يفتشون عن قطرة ماء، أفتش عن هوائها النقي الذي بات ملوثا وأرجو أن تعود بيروت لتكون ستّ الدنيا وأم الشرائع".
وبين الحنين الى الماضي وموطن القلب ووطن الأستقرار أستراليا، شدد الأستاذ حرب على ولائه لأستراليا البلد الذي احتضن آماله وأحلامه ومنحه فرص التألق والنجاح على شتى الأصعدة في الوقت الذي لا يزال لبنان يحتل القلب والوجدان "أنا ابن لبنان وابن أستراليا، هذا الوطن الذي أعطاني كل شيء استراليا، لا يمكن أن أتنكر له، جاء العديدون الى لبنان كضيوف، أنا لا يمكن الّا أن أبقى وفيا لهذا البلد".

Mr Anwar Harb chief editor of Al Nahar in Australia Source: Anwar Harb
وأضاف الأستاذ حرب ان أستراليا بلاد فريدة من نوعها، تشجعك على الاندماج في المجتمع دون أن تمحي فرادتك وتنوعك لا بل تشجع على الحفاظ على العادات والتقاليد.
وقال "في أستراليا يمكنك أن تحافظ على شخصية تتماهى مع هذا النظام النموذجي التعددي الذي يفسح المجال أمام الأنسان للحفاظ على خصوصيته وشخصيته وجذوره. بقيت أحمل لبنان في قلبي وذكرياتي وهو في ضميري قضية الوجود المقدسة".
والجدير بالذكر أن الأستاذ حرب قال عن مهنة الصحافة التي يعرفها البعض بمهنة المتاعب: "رحلة البحث عن المتاعب التي تحولت الى رحلة البحث عن الحقيقة والبحث عن الوطن".
وأشار الأستاذ حرب أنه وجد في أستراليا بلد الحلم والأستقرار وبلد الحب والأحلام السعيدة حين التقى بشريكة حياته، زوجته أحلام التي أسس معها عائلة كريمة ورزقا معا بولدين وأربعة أحفاد: "أتيت الى أستراليا سائحا، وهنا تعرفت على وطن إنساني، تعددي نموذجي، اسمه أستراليا، وتعرفت على حب مشي معي منذ ذلك الحين الى اليوم، حين التقيت شريكة دربي أحلام التي صارت أحلامي".
ويرى الأستاذ حرب ان الصحافة تنبع من الداخل وتأخذ طبيعتها من طبع الإنسان الذي يختار القلم منبرا وملاذا له: "الإعلام في داخل الإنسان وليس في يده، فإما أن تكون أعلامي مهني أخلاقيّ بامتياز وامّا عليك ان تترك القلم والمذياع من يدك ومن أمامك".

Mr Anwar Harb chief editor of Al Nahar in Australia Source: Anwar Harb
وأضاف: " اليوم أبكي لبنان، أبكي على لبنان الحلم والجمال والفن والفكر، أبكي على ايتام الحروب العبثية، أبكي انفجار العاصمة بيروت وأتساءل أين اصبحتي يا بيروت؟"
وقال الأستاذ حرب أنه مع الرجاء لا مكان لليأس "كوني ابن الرجاء، المعلم علمني ألّا أيأس وأتمسك بالرجاء، ولذلك أقول وأتمنى أن تنهض بيروت من بين الأكوام والركام."
وفي الختام أكمل الأستاذ أنور حرب عبارة علمتني الحياة قائلا: "علمتني الحياة أن أحب الحياة، أنا مع الحياة ولست مع فلسفة الموت والإندثار وعلمتني الحياة أن أكون وفيا لأنه بدون الوفاء لا معنى لها، علمتني الحياة أن أكون وطن وأكون نفسي بتاريخي وجذوري وإيماني."





