كليجة ومعمول وكعك .. مخبوزات برائحة الأعياد صنعت هوية عربية في أستراليا
تؤكد أربع سيدات من العراق وسوريا ومصر والأردن يمتهنّ إعداد المخبوزات العربية بوصفات تراثية متوارثة أنّ الكليجة والمعمول والكعك والكحك لم تعد مجرد وصفات، بل تحوّلت إلى ذاكرة أعياد وروائح تعيد تشكيل الهوية في المهجر. وأوضحن المتحدثات أنّ هذه المخبوزات باتت تنافس الكوكيز العالمي بعدما وجد الأستراليون في نكهاتها قصة حضارة تمتد لآلاف السنين. وبيّنت السيدات أن لحظة خروج الصينية من الفرن لم تعد طقسا عابرا في المطبخ، بل خيط حنين يربط الأجيال بجذورها الأولى.
spk_0
توصف أيام ديسمبر، ومع اقتراب أعياد الميلاد بأنها أيام المخبوزات، حيث تفوح الروائح من الأفران ويحتفي العالم بالكوكيز والبراونيز والباستري ديايز وغيرها من المخبوزات.
spk_0
لكن هنا في أستراليا ينتشر عبق آخر رائحة لا تأتي من بسكويت مغمس بالشوكولاتة، بل من الكليجة العراقية ومعمول الشام ولبنان ومصر والبرازق العربية والكعك والكحك. روائح تحولت إلى جسر يربطنا ببيوت بعيدة وذكريات لا تنسى. هذه المخبوزات ليست وصفات.
spk_0
فقط. إنها ذاكرة أعياد وصوت أم ودقة يد تحافظ على التقليد كأنها تعيد عزف لحن قديم، وهي أيضا قصة اندماج ناعم تحمل إرثها مع مجتمع يحتضن التنوع ونكهة سنجرب أن نشم رائحتها، ونحن نستمع لسيدات عربيات يتحدثن عن سرها.
spk_0
تقول الشيف أم عدي بنبرة مليئة بالحنين إن الكليشة ليست مجرد حلوى بل إيقونة وروح البيت العراقي، وإنها تحمل رائحة الأمهات والجدات وأيام الأعياد، وترافق العراق في غربته كأنها تفتح بابا كان مغلقا منذ زمن هي
spk_1
الكليجة هي تعتبر من أهم الحلويات التراثية اللي بالعراق يعني من عبر.
spk_1
وهي واحدة من أيقونات المطبخ العراقي الشعبي الكلي مو مجرد وصفة هي جزء من الهوية العراقية، ولهذا حاضرة بكل المناسبات بالأعياد والأفراح حتى بالزيارات العائلية هي تحمل رسالة بسيطة للمشاركة والمحبة كل بيت بالعراق تقريبا يسويلي قبل العيد والأجواء تكون منيانة فراح ونشاط ناس وناس تحشي وناس تطبع الكليشة.
spk_1
وتنقلها للصواني
spk_0
الكليجة سر لا يكتب في الوصفات سر ينتقل من يد إلى يد ولحظة خبزها هي الإمساك بخيط يربط الجيل الجديد بأصوله عن هذه الطقوس تتحدث أم عدي وهي تدير مشروع أكلات أهلنا الطيبة
spk_1
ما تصير كلي ما يكون بها هيل وسمن عربي نسميه ذهنفر العامية.
spk_1
لازم يكون بها خيط طعم فما نخلي هواية حتى ما تكون ثقيلة على المعدة تقدر تاكلها وتستمتع بأكلها من تاكلها وتطعم هذول النكهتين السمن العربي والهيل أكو ناس تضيف حبة سوداء اكو ناس تضيف حبة حلوة طيبة بس الهيل هو الأساسي بالكليشة الكليراث ونعتز بهذا ونفتخر و محافظين عليه إحنا من جيل إلى.
spk_1
قبل كانوا أهالينا ي- يعني يزرون التنور يخلون النار يهدى و أمي الله يرحمها أنا أتذكر كانت تخلي على كفها أربع خمس قطع تدهنها بال- بال- بالبيض وتلزقها بس شلون كليجة كانت صدق كليجة بعدين انتقلت يعني قامت الناس بعد شوية تطورت قمنا بالليل كان يخلص أبصمون ناخذ صرا.
spk_1
نخليها على رؤوسنا الصواني الكبار ونوديها نشويها عند أبو الصمون وتشوف الشوارع متروسة بناسها الصواني الكبيرة الكلي ونوقفها وعشناخذها حارة نها على البيت يعني أجواء حلوة
spk_0
تلك محاولة في فكرة نقل التراث والارتباط بالهوية، إذ تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن قرص الكليشة يعود في أصله الى أكلة شعبية كان يصنعها الصومريون في الألفية الثالثة.
spk_0
فقبل الميلاد، فالأدلة الأثرية في علم الأركيولوجيا تشير إلى أن السومريين هم أول من صنع البسكت والتمر، وهو الشكل الأول للكليشة، حتى أن اسم العيد والطحين في الصومالية هو واحد إيجين وكأنه الأصل لمفردة عجين،
spk_1
وهي ترجع يعني أصول الكليجة إلى حضارات بلاد الرافدين القديمة اللي كانت تشتهر بأعداد الحلويات المحشية بالتمر، وهذا ما يعني.
spk_1
ارتباط الكليجة بالعراق ارتباط وثيق يعني العراق هو أرض النخيل وأم التمور التمر كان دائما أساس غذاء العراقيين وحلوياتهم.
spk_0
وتلك الشيف حليمة صالح من مصر تشير إلى تأصيل آخر ضارب في القدم، وهي تقول إن الفراعنة كانوا يصنعون المعمول ويشكلونه على هيئة الشمس والإله آمون أو أقراص محشوة بالتمر، وظل المصريون يصنعونه في العياد.
spk_0
حتى اليوم
spk_2
الكحك المصري مختلف عن الكعك الشامي أو الكليج العراقي. تاريخ الكحك المصري بيرجع للفرانة كان من حوالي أربعة آلاف أو أربعة آلاف وخمسمائة سنة كانوا يقدموه على هيئة أقراص بتشبه الشمس واستمر التراث في عمل الكحك لحد ما وصل للدولة الفاطمية والدولة العثمانية في العصر الفرعوني كانوا فعلا يقدموه.
spk_2
على شكل شمس، وكان اسمها قرص وكانت بتقدم سادة وقدموها قربان للإله في العصر الفاطمي كان جزء أساسي من حل وعيد الفطر، وكان يصنعوا في بيصنعوها في قوالب منقوشة مكتوب عليها كلمة كل واشكر، وكان في العصر العثماني كمان الدولة كانت بتعمل وبوزعوا كصدقة على الفقراء، وكمان كانت بتقدم كحلوى لها قيمة.
spk_2
للسلاطين والمماليك في العصر الحديث بقى رمز أساسي في عيد الفطر المبارك وتطور تطوروا المصريين في تقديمهم بحشوات مختلفة زي الملبن العجوة والعجمية والعجمية دي مشهورة عندنا في مصر وكانت ويصنعوها في مصر من العسل الأسود من العسل العسل الأبيض أو عسل النحل وكمان يقدموها بالمكسرات أو تقدم سادة.
spk_0
وترى أم عدي أن المخبوزات العربية بدأت تنافس الكوكيز العالمي، وأن استقبال
spk_0
أستراليين لها. كان مذهلا. يعني أنا
spk_1
عندي عرب مثلا يجون وسوي مثلا نوقهم واو يعني وياخذون ينطيني من هذا ونطيني من هذا بس أكثر شي العرب كلنا إحنا نميل على التمور يعني التمر هو قلت الغذاء الأساسي كان بالعراق، فالتمر هو أكثر شي مرغوب بالنسبة للعرب. أما الأجانب الإسترانيين وغيره مثلا أنت موظف تيجي تاخذ من عندك لي توديها طعمهم يقومون يوصون.
spk_1
يعني يريدون بعدها يعني بالنسبة أعرف أنا أشوف الكليجة العراقية يعني تفوز على كلهم على كل الكوكيز الموجود بالعالم كله.
spk_0
وهذا ما تراه جمانة شرف، وهي شيف من سوريا تدير محل حلويات بالميرا في ملبورن حين تقدم للأستراليين غير العرب المعمول الذي تصنعه. لما
spk_3
أقدم قطعة حلو لصديقة أسترالية أنا أقدم.
spk_3
ليست قطعة حلو، أقدم لها قصة، أقدم لها النكات الموجودة عندنا، الحب الموجود بكل قطعة. يعني هذه القطعة الحلو لا ليست هي قطعة حلو خالص. هذه قطعة ممزوجة بكل الأحاسيس، بكل المحبة، فهي تعكس تراثنا نحن الذي نعمله نحن، فهي لا فقط قطعة حلو، هي حضارة، هي قصة قصة حقيقية عن كل بيت.
spk_0
جمانة شرف تأخذنا إلى نكهة الشام، وتقول إن المعمول ليس مجرد قطعة حلوى، وإنما قصة حب تخبزها القلوب ولحن تعزفه الأيادي. المعمول
spk_3
ليس قطعة حلو لكن هو المعمول هو طقوس للعائلات بأيام الأفرح والأعياد، فكل بيت له نكهته الخاصة بالمعمول. أنا نكهة البيت بيتي أنا غير نكهة بيت جيراني، والحلو والذي يحل الفترة.
spk_3
أن كل الناس بالذوق المعمول عند جارة، بالذوق المعمول عند أختها، الذوق المعمولة عند أهلها، فهذه القصة التي تصير هي قصة حب، قصة عطاء، يعني هذه الطقوس التي يش يشعرونها بفترة العيد، بفترة العمل المعمول، الصنع المعمول والتجهيزات التي تكون هي قبل بأسبوع، دقت القالب وقت يدق القالب المعمول على
spk_3
قطعة خشبية أو على قطعة صلبة، فهي تعطي موسيقى تعطي نغم. هذا النغم يخرج من كل بيت، تشعر أن كل بيت في موسيقى طالعة منه، كل بيت في ريحة خالعة منه تختلف عن الريحة الثانية، لأن كل أسرة لها نكتتها الخاصة وإلى الوصفة الخاصة فيها، لا يوجد ولا بيت يعطي نفس الوصفة.
spk_0
تقول جمانة شرف إن شريطا من الذكريات
spk_0
يبدأ بالدوران مع أول خيط من رائحة تفوح من الفرن لحظة خروج المعمول، وهو محمل بنكهة ماء الورد والزهر،
spk_3
فأنا كمغتربة ترجع في الذاكرة لأيام الطفولة لما كنا نجتمع كلنا بالعائلة كل ولد منا كل شخص منا يعمل شيئا يشكل قطعة يشكلها هو بذوقه هو مثلما هو يعرف، فهذه والريحة.
spk_3
تطلع من ريحة الحلو وتطلع ريحة السمنة وريحة المزاهر وريحة الموارد التي معبية البيوت كلها، فهذه ترجعني لسوريا كأنه شريط يمرق
spk_0
قدامي. أما رانيا إيراني وهي شيف من الأردن، فتقول إن سر المخبوزات العربية يكمن في مكوناتها الأصيلة، وأن تزايد أعداد الجالية العربية أسهم في انتشارها.
spk_4
السر في عمل الكعك والمعمول.
spk_4
هو المواد اللي نستخدمها في الكعك والمعمول مثل المستكة المحلب زيت الزيتون أو السمنة، وهذه مواد من التراث العربي الأصيل يعني قبل ثلاثين أربعين سنة أربعين سنة. هذه المواد ما كانت موجودة لأنه كان العرب قليل في البلد، بس بوجود العرب صار في متداول صاروا في متداول اليد إنك.
spk_4
الأغراض مثل المحلب والمستك إنك تقدر تشتريهم وكل أم ب ملبورن تحاول تجاه أن تحافظ على هذا التراث في بيتها وتعلم أولادها وبناتها إنه في عيد في كعك ومعمول فبنحاول إحنا قد ما نقدر نحافظ على هذا التراث والعادات والتقاليد.
spk_0
أما الشيف حليمة صالح فتتحدث عن سر آخر مختلف للمعمول المصري.
spk_2
السر فالمعمول المصري عملية بس الدقيق الأبيض مع السمنة لحد ما ينتج خليط بيكون ناعم جدا ويبقى له مزاق لأنه يقدموه مع بعض التوابل بتبقى مختلفة شوية عن التوابل اللي بتعمل منها عندنا نسميها ريحة الكحك في توابل ثانية مختلفة بيعملوها في دول الشام والدول العربية الثانية بتبقى فيها بعض الحبهان والنكهات الأقوى، لكن إحنا عندنا في.
spk_2
مجموعة من التوابل بنعملها مع الكحك المصري تبقى مختلفة، لكن إحنا عمرنا ما نستخدم الصميد في الكحك المصري بتاعنا إحنا بنعمله والسمن البلدي فقط.
spk_0
وترى رانيا إيراني أن مشاركة الجاليات لأطعمتها جعلت المخبوزات العربية منافسا حقيقيا للكوكيز العالمي.
spk_4
فالأسترالية صاروا يعرفوا إيش عاداتنا وإيش تقاليدنا وإيش هذا. بالنسبة لأستراليا الحلو.
spk_4
عم يتقبلوا وبيعيشوا مع مختلف العادات
spk_0
من كليجة العراق إلى معمول الشام ولبنان إلى كحك مصر، تمتد وصفات تحمل أكثر مما يبدو على صواني الأفران. إنها وصفات ذاكرة وحكايات وصفات أمهات عن ذكرى تشم فتدخل القلب دون استئذان.



