مؤخراً، نالت السيدة الفلسطينية الأسترالية ميري زيت مصلح شرف التكريم بجائزة السلام العالمي للتماسك الاجتماعي، التي يمنحها الاتحاد العام للسلام العالمي كمؤسسة استشارية تابعة للأمم المتحدة.
هذه الجائزة حملت معها معنى الاعتراف الدولي بجهودها في توطيد قيم التضامن والتلاحم داخل المجتمع الأسترالي، كمجتمع متعدد الثقافات والوجوه، ولكنه يجتمع على أرضية إنسانية واحدة.
منذ أن تولّت رئاسة "جمعية بيت جالا" في ملبورن، لم يكن عملها مجرد نشاط اجتماعي عابر، بل كان بناءً لجسور بين الأجيال والجاليات، بين الفلسطينيين في الغربة وأهلهم في الوطن، وبين المجتمع الأسترالي بكافة مكوناته. فقد آمنت أن الانتماء لا يكتمل إلا إذا تماهى مع روح الانفتاح على الآخر، وأن الهوية تزداد رسوخاً حين تصبح جسراً للحوار لا جداراً للعزلة.
السيدة ميري زيت مصلح رئيسة جمعية بيت جالا في ملبورن
لكن رسالتها لم تقف عند حدود الجالية الفلسطينية. فقد حرصت على أن تكون جمعية بيت جالا بيتاً مفتوحاً للجميع؛ أستراليون من أصول مختلفة، جاليات إسبانية وعربية، وغيرها من برلمانين وقيادات مدنية، الكل يجد مكانه في هذه المساحة المشتركة حيث تمتزج الثقافات، وتزدهر روح الانسجام الاجتماعي. كانت المناسبات الوطنية والدينية محطات للقاء، للفرح الجماعي، لإعلاء قيم الوحدة رغم التعدد.
ولم تغفل ميري عن حمل إرث بلدتها الأم، بيت جالا، بكل ما تحمله من جمال وتاريخ، من زيت الزيتون العريق إلى المشمش الفواح برائحته وطعمه اللذيذ. وفي كل فعالية كانت تحرص على إحياء التراث الفلسطيني بلباسه وزخارفه وأغانيه، لتذكّر الأجيال أن الهوية ليست مجرد ذكرى، بل شعلة متقدة تستمد من الماضي قوتها لتنير الحاضر.

إحدى الفعاليات في جمعية بيت جالا في ملبورن مع الجاليات الأخرى
إن تكريمها بلقب سفيرة السلام لم يكن مجرد وسام، بل اعتراف عالمي بأن ما تصنعه من مبادرات إنسانية وثقافية في داخل المجتمع الأسترالي بكافة مشاربه يضيء الدرب نحو مجتمع أكثر انسجاماً وتماسكاً.
تعرفوا على سِّر تضمين اسم كلمة" زيت"في اسم السيدة ميري ولماذا يشترك الأسترال الإسبانيون مع الأعضاء الآخرين في جمعية بيت جالا التي أسسها السيد فيليب السقا؟ بالضغط على زر الصوت في الأعلى.