لماذا يحاول آلاف الأطفال في سيدني تعمّد أذية أنفسهم؟ الخبراء "مصدومون" والحكومة تصف الوضع "بجائحة الظل"

Depression

Source: Getty

وجدت هيئة مراقبة الانتحار في نيو ساوث ويلز أن 8,489 شخصًا دون سن 18 تم نقلهم إلى المستشفى بسبب تعمّد إيذاء النفس والأفكار الانتحارية من بداية هذا العام حتى 29 تموز/يوليو.


وأظهر التقرير الذي أصدرته The NSW Suicide Monitoring System أن الطلب على خدمات الصحة العقلية قد ارتفع في جميع الفئات العمرية منذ بداية الوباء، ولكن بشكل أكبر للأطفال والمراهقين. إذ ارتفعت معدلات دخول الأطفال لوحدات رعاية الصحة العقلية الحادة في يوليو/تموز بنسبة 43% مقارنة بعام 2020، في الوقت الذي ارتفعت فيه بنسبة 2% فقط لجميع السكان. الرقم الصادم، الذي يعادل 40 طفلاً في اليوم، شكّل ارتفاعًا بنسبة 31% عن نفس الفترة من العام الماضي، و47% عن عام 2019.

وقال كبير الأطباء النفسيين في نيو ساوث ويلز، موراي رايت، إن عدم التمكن من الذهاب إلى المدرسة كان مدمرًا بشكل خاص للأطفال والمراهقين لأنه يضر ليس فقط بتطلعاتهم الأكاديمية والمهنية ولكن بتطورهم الاجتماعي.

وأضاف موراي لصحيفة SMH: "قد تشعر بأنه يمكنك تحمل الانقطاع لفترة معينة من الوقت، لكنني متأكد من أن الكثير من الناس كانوا يأملون أو يتوقعون أن تتحسن الأمور الآن. هذا ليس انتقادًا لأي شخص ولكن عندما تطول الأمور، فإن هذا له تأثير كبير على الصحة العقلية للناس''.
وفي فيكتوريا ، تم نقل 156 مراهقًا أسبوعيًا في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2021 إلى المستشفى بعد إيذاء أنفسهم ومعاناتهم من أفكار انتحارية، بزيادة 88% عن نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لصحيفة The Australian.

وعبّر الطبيب النفسي الدكتور محمود أبو عرب عن "صدمته من هذه الارقام" رغم توقع المختصين بالصحة النفسية تدهور الصحة العقلية للأطفال والمراهقين.

ويشرح الدكتور أبو عرب أن ايذاء النفس يتراوح بين أمور بسيطة كإهمال النظافة الشخصية وصولاً إلى الدرجة الخطيرة المتمثلة في محاولة الانتحار.

ويُرجع أبو عرب أسباب هذه الارقام الصادمة إلى زيادة "القلق والخوف من المستقبل" الذي خلقه الوباء. مضيفا أن الأجيال الشابة لم تعاصر تحديًا من هذا النوع يستمر لأكثر من أسابيع قليلة.

ونصح الدكتور أبو عرب الأهل بالانتباه للعلامات التالية لدى أبنائهم والتي قد تشير لوجود اضطرابات نفسية:

  • الانطواء والابتعاد عن الآخرين
  • عدم الاهتمام بالذات، مثل رفض الاستحمام أو الأكل
  • إهمال الأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل
وفي هذا الإطار، أشار وزير الخزانة الفيدرالي جوش فرايدنبرغ يوم الأحد إلى الوضع بأنه "جائحة ظل". وقال لصحيفة صن هيرالد: "هناك أيضًا جائحة ظل تحدث أمام أعيننا - القلق والاكتئاب والأسوأ من ذلك آخذ في الازدياد - ولن يوقف الامر إلا تخفيف القيود". 

وأضاف فرايدنبرغ أن التكاليف الاقتصادية والصحية ستكون باهظة إذا لم يلتزم رؤساء الحكومات بخريطة الطريق الوطنية للخروج من الإغلاق.

تعرفوا على سبل العلاج وجهات المساعدة في اللقاء الكامل مع الطبيب النفسي الدكتور محمود أبو عرب في الرابط الصوتي أعلاه.

لطلب المساعدة النفسية يمكنكم الاتصال بـ Lifeline على الرقم 131114 أو خط مساعدة الأطفال Kids Helpline على الرقم 1800 55 1800


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand