لم يكن الموت يهددني فقط، بل عائلتي أيضاً: صحافي فلسطيني يهرب من موت محتم الى الحياة في أستراليا

GFX 110825 ARB HEADER  FOR SANA (1).jpg

Palestinian Journalist Atef Issa

وسط حرب لا ترحم، وجد الصحافي الفلسطيني عاطف محمود نفسه أمام خيار وحيد للنجاة: الرحيل. كان الخطر يطارد حياته وحياة عائلته، فغادر غزة عبر مصر وصولًا إلى أستراليا. وبملبورن، فتح صفحة جديدة من حياته بمقهى "كيف"، محولًا قصته من مأساة الحرب إلى رسالة أمل، يروي فيها فلسطين للعالم من خلال رائحة القهوة ونكهات المطبخ الشرقي التي تنبض بدفء الوطن وذاكرته. من الصحافة إلى الضيافة، ما هي قصة الصحافي الغزي عاطف محمود عيسى


لاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.


بين أروقة الصحافة وأزيز الطائرات الحربية، عاش عاطف محمود عيسى تفاصيل الحرب في غزة ليس كصحفي فقط، بل كإنسان حمل همّ الحقيقة، وهمّ حماية من لجأوا إلى منزله بحثًا عن الأمان. ومع إدراكه أن الصحفيين كانوا في دائرة الاستهداف، كان يختار أن يبيت بعيدًا عنهم حتى لا يتسبب في إيذائهم عن غير قصد.

بدأت رحلة عاطف الصحفية عام 1985 في الكويت، قبل أن يعود في تسعينيات القرن الماضي إلى غزة، حيث أسس شركة إعلامية نقلت أحداث القطاع إلى كبريات الشبكات العالمية. على مدى عقود، وقف شاهدًا على حروب متتالية، لكن الحرب الأخيرة كانت الأشد قسوة، إذ حصدت أرواح آلاف الغزيين، بينهم العديد من زملائه الصحفيين.

بعد تدمير مكتبه، واصل عمله متنقلًا بين مواقع مختلفة، إلى أن اضطر للبث من منزل شقيقه، ثم من بيته، الذي تحول إلى مأوى ضم 45 من أقاربه وأصدقائه. يقول:

لم أكن أتخيل أن نعيش هذه الدرجة من الخوف… لم يكن الموت يهدد الصحفيين فقط، بل عائلاتهم أيضًا.


ورغم حبه العميق لغزة، كان عليه اتخاذ قرار صعب: الرحيل. عبر مصر، وصل إلى أستراليا مع زوجته وأبنائه الثلاثة وزوجاتهم، باحثًا عن الأمان، وحاملًا في قلبه ذاكرة مدينته. وفي ملبورن، قرر أن يفتح صفحة جديدة من حياته، فأنشأ مع عائلته مقهى "كيف"، الذي يقدم القهوة الفلسطينية وأطباق المطبخ الشرقي، ويعمل فيه أبناء غزة ممن لهم خبرة في الضيافة.

يقول عاطف:
أريد أن أُصدّر إلى العالم الوجه الجميل لفلسطين
وهكذا، لم يعد يكتب الأخبار بالحروف، بل يروي حكاية بلاده بالنكهات، بالصور، وبالديكور الذي يعكس دفء البيوت الفلسطينية.

من شوارع غزة التي كانت تمتلئ بصوت القصف وصدى الحقيقة، إلى شوارع أستراليا التي تعبق برائحة البن… لم يتخلَّ عاطف محمود عيسى عن رسالته، لكنه غيّر أدواتها. ترك الكاميرا والقلم، وأمسك بفنجان قهوة يقدمه بابتسامة، ليقول للعالم إن فلسطين ليست فقط أخبار الحروب، بل هي ضيافة ودفء وذاكرة لا تموت.

استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل  وأندرويد.وعلى القناة 304 التلفزيونية.




أكملوا الحوار عبر حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.





اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.




شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand