في المقابل، أعلنت السعودية وفرنسا عن رئاستهما لمؤتمر مشترك على هامش الاجتماعات، يهدف إلى تعزيز حل الدولتين باعتباره المسار الأساسي لإنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. ويأتي هذا التحرك في ظل اتساع الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين، حيث اتخذت عدة دول غربية، بينها أستراليا، خطوات عملية في هذا الاتجاه.
تأثير الغياب الفلسطيني
الأستاذ عيسى شاويش، رئيس الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في أستراليا، رأى أن غياب الوفد الفلسطيني الرسمي لن يترك أثراً كبيراً على صورة المؤسسات الفلسطينية أمام المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن هناك ممثلين دائمين لفلسطين في نيويورك قادرين على المشاركة في النقاشات. وأكد شويش أن المؤسسات الفلسطينية قائمة وفعالة، وأن تعطيل قيام الدولة لا يأتي من الداخل الفلسطيني بل من السياسات الإسرائيلية الرافضة للحل.
وشدد على أن المجتمع الدولي، إن كان جاداً في حل الدولتين، عليه إرسال قوات حفظ سلام دولية تفرض هذا الحل على الأرض وتحد من الممارسات الإسرائيلية.
الاعترافات الدولية ودور المثقفين
من جانبه، أوضح الكاتب والباحث الفلسطيني خالد غنام أن منع الوفود الفلسطينية من دخول الولايات المتحدة ليس جديداً، مذكّراً بواقعة عام 1988 حين نقلت الأمم المتحدة جلساتها إلى جنيف بعد رفض واشنطن منح تأشيرات للوفد الفلسطيني.
وأشار غنام إلى أن الاعترافات الغربية المتزايدة بفلسطين جاءت ضمن مبادرة سعودية – فرنسية تتضمن اثنتين وأربعين نقطة، من أبرزها المطالبة بوجود قوات دولية تحل محل الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتهيئة أجواء مناسبة لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة.
وأكد أن المثقف الفلسطيني يلعب دوراً محورياً في دعم الرواية الفلسطينية، عبر إنتاج أدبي وفكري وفني يعبّر عن طموحات الشعب ويجسد معاناته، رغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمشهد الأكاديمي والثقافي جراء الحرب على غزة.
الموقف الأسترالي وردود الفعل الإسرائيلية
أما أمين سر حركة فتح في أستراليا، بشير صوالحة، فقد علّق على مواقف بعض السياسيين الأستراليين، الذين انتقدوا رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي لدعمه الاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً أن هذه المواقف تمثل امتداداً للسياسة اليمينية الداعمة لإسرائيل.
وأكد صوالحة أن الاعتراف المرتقب بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يشكل خطوة استراتيجية يجب أن تلتزم بها الحكومة الأسترالية، أسوة بدول أخرى.
وأضاف أن الموقف الإسرائيلي المتشدد إزاء هذه التطورات يعكس خوفاً من العزلة الدبلوماسية، إذ تواصل إسرائيل بناء المستوطنات وممارسة القمع بحق الفلسطينيين، لكن هذه السياسات لم تعد قادرة على وقف الزخم الدولي المتزايد الداعم لفلسطين.
بداية تحول سياسي
واعتبرصوالحة أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ليس مجرد خطوة رمزية، بل يمثل بداية تحول سياسي حقيقي في ميزان القوى، كاشفاً فشل الرواية الإسرائيلية في إقناع العالم. وأكد أن هذه الاعترافات تمنح فلسطين شرعية متراكمة تمكّنها من ملاحقة الاحتلال في المحافل الدولية، وتفرض على الحكومات إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.