في مقابلة مع أس بي أس عربي قال مؤسس الملتقى الفلسطيني "جذور" منير محاجنة: "جذور لا تمثل فصيلًا بعينه. هي إطار وحدوي مفتوح لكل فلسطيني في أستراليا يؤمن بالعمل الجماعي بعيدًا عن الانقسام والتشنج. نريد أن نكون إضافة نوعية لا عددية، وجسرًا يربط بين كل الفلسطينين هنا." وأوضح محاجنة: "إن اختيار اسم "جذور" لم يكن صدفة. فالكلمة في الوجدان الفلسطيني تختزل التاريخ والهوية والارتباط بالأرض. ويضيف قائلًا :
الجذور هي رمز الثبات. ونحمل رسالة ونزرعها في تربة جديدة دون أن نقطع خيط الانتماء.منير محاجنة رئيس الملتقى الفلسطيني في أستراليا- جذور
فريق من الخبرات والكفاءات
تضم المؤسسة مجموعة من الشخصيات ذات الخبرة الطويلة في العمل الوطني والاجتماعي والبرلماني، من بينهم محمود سلطان، الذي خدم في البرلمان الكويتي لأكثر من 25 عامًا، وإبراهيم عيشان، أحد رواد العمل النقابي الفلسطيني في أستراليا، وخليل حمصي، المثقف والناشط السياسي المعروف، إضافة إلى وجوه أكاديمية شابة مثل الدكتور شامخ بدرة والباحث خالد غنام وغيرهم.
يقول محاجنة:
"نحن جيل يجمع بين التجربة التاريخية والطموح الأكاديمي، ونسعى لتقديم عمل نوعي للمجتمع الفلسطيني الأسترالي يخدم السردية و يوحدها ليمثلها بأفضل صورة."

منير محاجنة
من أبرز أهداف المؤسسة وفق محاجنة التواصل مع أبناء الجيل الفلسطيني الجديد في أستراليا، الذين ابتعد بعضهم عن واقع وطنهم الأم بفعل المسافة والاندماج. "نريد أن نعيد الجسور بين الشباب الفلسطيني وهويته، وأن نمنح الطلاب في الجامعات الأسترالية مساحة للتعبير عن روايتهم، بلغة مقنعة وواعية"، يضيف محاجنة.
وتعمل "جذور" أيضًا على مد جسور الحوار مع النقابات والأكاديميين والبرلمانيين الأستراليين، بهدف تعزيز الفهم الحقيقي لما يجري في فلسطين، ومواجهة الروايات المغلوطة بحقائق موثقة ولغة منطقية بعيدًا عن الشعارات الانفعالية.
توحيد الصف الفلسطيني في المهجر
يؤكد محاجنة أن الفلسطينيين في أستراليا تأثروا بالانقسام السياسي في الوطن الأم، وأن "جذور" تسعى لتجاوز تلك الخلافات:
"نريد أن نجمع ما يمكن جمعه من طاقات المجتمع الفلسطيني الأسترالي ضمن برنامج موحد بعيدًا عن الانتماءات الحزبية. الوحدة في المهجر ضرورة وطنية وليست ترفًا."
من الأسر إلى العمل العام
وراء هذا المشروع قصة إنسانية مؤثرة. فمؤسس "جذور" عاش تجربة الأسر في السجون الإسرائيلية، حيث قضى سبع سنوات من صباه هناك، وعركته هذه التجربة بشكل قوي من حيث الرؤية والثقافة والنظر إلى الأمر بعين واقعية.
لغة الحوار مع المجتمع الأسترالي
وفق محاجنة، فإن "جذور" تؤمن أن كسب تعاطف المجتمع الأسترالي لا يكون بالشعارات الصاخبة بل بالحوار العقلاني والمعلومات الموثوقة. وأوضح:
"يجب أن نخاطب العالم بلغة يفهمها. وأن نبتعد عن العبارات التي قد يساء قراءتها أو تُستغل ضدنا. القوة في المنطق والاتزان والاحترام".
ويؤكد محاجنة، أن المؤسسة ستعمل على توعية الشباب على الخطاب السياسي والإعلامي الذي يعزز السردية دون أن يثير حساسيات في المجتمع الأسترالي المتنوع.
وفي ختام حديثه، يؤكد منير محاجنة أن "جذور" ليست مجرد مؤسسة جديدة تضاف إلى قائمة الجمعيات الفلسطينية في أستراليا، بل هي رؤية شاملة لبناء وعي فلسطيني معاصر، يعيد تعريف العلاقة بين الوطن والمهجر، بين الماضي والمستقبل، وبين الكلمة والفعل.
استمعوا لتفاصيل أكثر عن رؤية هذا الملتقى، بالضغط على زر الصوت في الأعلى.