من قلب سوريا إلى أستراليا، حمل الأستاذ صفوان الأسعد شغفه بالموسيقى، وحوّل تجربة الغربة إلى مساحة للإبداع، والألم إلى ألحان، والاندماج إلى مشروع فني يجمع الأطفال والشباب تحت راية الفن.
صفوان الأسعد، الذي يعمل في مجال الموسيقى منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وصل إلى أستراليا قبل نحو عام، حاملاً معه خبرة طويلة في تدريب الأطفال والشباب والعمل المسرحي والكورالي. ورغم صعوبة الرحلة وترك الوطن، يؤكد الأسعد أن الموسيقى كانت نقطة الانطلاق لبداية جديدة.
وقال الأسعد في حديث خصّ به SBS عربي:
"تركت بلدي وذكرياتي وكل ما بنيته هناك، لكن الشيء الوحيد الذي لم يستطع أحد أن يأخذه مني هو شغفي بالموسيقى، وإيماني بأنها قادرة على جمع الناس مهما اختلفوا."
بعد وقت قصير من وصوله، حوّل الأسعد منزله إلى مساحة تدريب، وأطلق مشروعاً موسيقياً صغيراً سرعان ما جذب اهتمام أبناء الجالية العربية في أستراليا. واليوم، تضم فرقته نحو خمسة عشر طفلاً ويافعاً تتراوح أعمارهم بين ستة وستة عشر عاماً، من خلفيات ثقافية متعددة.
الموسيقى لغة عالمية، لا تحتاج إلى ترجمة، وهي الطريق الأنعم والأصدق للاندماج في أي مجتمع جديد
وتشارك ابنة صفوان "آنا" في قيادة الفرقة كعازفة بيانو، في تجربة يصفها بأنها امتداد طبيعي لسنوات من العمل والتدريب، ومصدر فخر شخصي ومهني في آنٍ واحد.

عازفة البيانو آنا الاسعد Source: Supplied
ويقول في هذا السياق:
الموسيقى ليست مجرد نوتات، بل هي التزام واحترام وبناء شخصية، وإذا تعلّم الطفل الموسيقى بصدق، يمكنه أن ينجح في أي مجال آخر
ويستعد صفوان الأسعد وفرقته اليوم لأول ظهور رسمي لهم أمام الجمهور، من خلال حفل موسيقي مخصص للأطفال والعائلات بمناسبة أعياد الميلاد المجيد، وهي لحظة يعتبرها إعلاناً لانطلاق مشروع فني جديد.
ويختم بالقول:
"هذا الحفل ليس مجرد عرض موسيقي، بل رسالة أمل وبداية حقيقية لمشروع نريد له أن يكبر مع الأطفال والمجتمع."



