السكان يأكلون علف الحيوانات! تحذيرات اممية من تفشي المجاعة في مدينة الفاشر السودانية

People gathring in Darfur

صورة لبعض سكان أقليم دارفور Credit: Darfur Now

الانساني قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المعاناة الناجمة عن القتال في مدينة الفاشر السودانية التي تُعاني من المجاعة منذ عام كامل اصبحت"لا تُطاق".


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

وصلت حرب السودان إلى مرحلة جديدة وخطيرة. فبعد 18 شهرًا من الحرب، استولت قوات الدعم السريع شبه العسكرية على آخر قاعدة رئيسية للجيش في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

وأعلن نائب قائد الحركة، عبد الرحيم دقلو، النصر لقواته.
نهنئ الشعب السوداني عمومًا. النصر في الفاشر وتحريرها هو تحرير السودان حتى بورتسودان
بدوره خاطب قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الأمة من بورتسودان، مؤكدًا انسحاب قواته من المدينة. وأضاف أن القادة قرروا الانسحاب لتجنيب المدنيين الدمار الشامل. اتهم الجنرال برهان قوات الدعم السريع بالاستهداف العرقي، وتوعد بالانتقام لقتلى الجيش
أكدت القيادة هناك، بما فيها اللجنة الأمنية، ضرورة مغادرة المدينة بسبب التدمير والقتل الممنهج للمدنيين الذي تعرضت له... نحن عازمون على الانتقام لجميع شهدائنا، عازمون على الانتقام لما لحق بأهلنا في الفاشر، وللجرائم التي تُرتكب الآن في الفاشر، والتي ارتُكبت سابقًا في جميع أنحاء السودان على مرأى ومسمع من العالم
وتحتل الفاشر موقعاً استراتيجياً في شمال دارفور، إذ تُعد المدينة الكبيرة الوحيدة التي يمكن الوصول إليها الآن من مدن شمال السودان، نظراً لقربها الجغرافي من تلك المناطق.

ولهذا تمثل الفاشر المدخل الرئيس لقوافل المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وهو الميناء الذي يستقبل حالياً المساعدات الخارجية، قبل نقلها إلى مختلف أنحاء إقليم دارفور.
على الصعيد الانساني قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المعاناة الناجمة عن القتال في مدينة الفاشر السودانية التي تُعاني من المجاعة منذ عام كامل اصبحت"لا تُطاق".

واضافت الامم المتحدة ان سكان الفاشر يواجهون صراعا يوميا للبقاء على قيد الحياة. مضيفة ان الناس قد استنفذت آليات التكيف المتاحة وسط تقارير تفيد بأن السكان يعيشون على علف الحيوانات

 وتصف دينيس براون، منسقة الشؤون الإنسانية لوكالة الغذاء العالمي في السودان، الوضع.
خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، تلقينا تقارير متعددة عن تصاعد القتال في الفاشر... ما نعرفه هو أن المدنيين الفارين غالبًا ما يُحتجزون للحصول على فدية على طول الطريق، الذي تسيطر الميليشيات على جزء منه... يصل الكبار والصغار على حد سواء وهم يعانون من الجفاف وسوء التغذية، وبعضهم مصاب، وجميعهم مصابون بصدمات نفسية
وتقول السيدة براون إن الفاشر محاصرة منذ أكثر من 500 يوم، مما يمنع دخول المساعدات المنقذة للحياة. وطالبت قوات الدعم السريع يجب أن تسمح للمدنيين بالفرار - أو أن تسمح لوكالات الإغاثة بالدخول.
هناك مدنيون في الفاشر. إنها حقيقة. ومرة أخرى، وقد قلناها عشرات المرات، تدعو الأمم المتحدة قوات الدعم السريع إلى توفير ممر آمن لهم لمغادرة المدينة، لا سيما مع اشتداد القتال خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 128 عامل إغاثة قُتلوا منذ بدء الحرب في أبريل/نيسان 2023.

في غضون ذلك، يقول خبراء إن سقوط الفاشر يُغير التوازن العسكري والسياسي للصراع وقد يؤدي سقوط الفاشر إلى مزيد من التشرذم في السودان، مُحاكيًا انقسام عام ٢٠١١ الذي أدى إلى نشأة دولة جنوب السودان.

من نيروبي، يشرح آلان بوسويل، من مجموعة الأزمات الدولية، كيف أن سيطرة قوات الدعم السريع تُعزز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية.
من الواضح أن قوات الدعم السريع كانت حريصة على الاستيلاء على الفاشر لأسباب عديدة... فهي تُحسّن وضعها العسكري، مما يُعزز أيضًا موقفها التفاوضي في أي محادثات سلام. لكنني أعتقد أن التركيز على الفاشر كان لعدة أسباب استراتيجية، منها النفوذ السياسي الذي ستمنحه لهم، لأنهم سيسيطرون الآن على المزيد من أراضي السودان. ومن المرجح أن يزيد ذلك من ثقتهم على طاولة المفاوضات ويُشدد مطالبهم
في غضون ذلك، في لندن، يُحذر أحمد سليمان، الباحث البارز في تشاتام هاوس، من أن الاستيلاء على المدينة قد يُطلق العنان لعنف عرقي يُشبه ما حدث في مجازر دارفور السابقة.

,تفيد التقارير بأن الولايات المتحدة تحاول جمع القوى الإقليمية - الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية - للضغط من أجل وقف إطلاق النار.

جدير بالذكر ان الصراع في السودان قد بدأ في أبريل/نيسان 2023 عندما اندلع القتال بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع - اللذين كانا حليفين سابقين أطاحا بالديكتاتور عمر البشير عام 2019.
 ومنذ ذلك الحين، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى فرار أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم، ومقتل الآلاف. تسببت الأزمة في السودان في أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يواجه حوالي 25 مليون شخص - أي نصف سكان البلاد - جوعا حادا، ويعاني 3.5 مليون امرأة وطفل من سوء التغذية.

ومع سقوط الفاشر، تواجه دارفور - التي عانت بالفعل من حرب عرقية دامت عقدين - انحدارًا جديدًا في الفوضى. ويحذر عمال الإغاثة من أنه ما لم يُستعاد الوصول إليها قريبًا، فإن المجاعة والمزيد من الفظائع أمر لا مفر منه.

هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand