في عصرٍ باتت فيه الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال، تراجعت ممارسة الكتابة اليدوية والقراءة الورقية بشكل مقلق. تشير تقارير تربوية حديثة في أستراليا إلى أن أكثر من نصف طلاب المرحلة الإعدادية لم يحققوا المعايير الوطنية في الكتابة، فيما تُظهر النتائج أن القراءة لم تعد عادة يومية لدى الكثير من الأطفال. هذا التغير لا يؤثر فقط على مهارات الكتابة، بل ينعكس أيضًا على القدرة على التركيز، والإبداع، والتحصيل الدراسي.
في هذا السياق، استضفنا الدكتورة لوريس معروف، معلمة وخبيرة تربوية، للحديث عن هذه الظاهرة من واقع تجربتها، وكيف يمكن للأسرة والمدرسة أن تسهما في إعادة الأطفال إلى عالم الكتب وتشجيعهم على الكتابة.
الأجهزة الإلكترونية وتأثيرها على القراءة والكتابة
أوضحت لوريس أن انتشار الأجهزة الإلكترونية بين الأطفال أدى إلى فقدان المتعة في القراءة: "أصبح الأطفال يرسلون رسائل عبارة عن أحرف فقط، وفقدوا متعة الانغماس في الكتب. البشریة تهوي إلى القاع في هذا المجال." وأضافت أن هناك أكثر من سبعة آلاف لغة في العالم، ولكننا اليوم أمام اختراع لغات إلكترونية تعتمد على الأجهزة، متسائلة: "ماذا سيحدث لو توقف الإنترنت؟ سنجد أنفسنا بلا أدوات أساسية للتواصل."
قصص نجاح رغم التحديات
رغم هذه التحديات، تؤكد لوريس أن هناك قصص نجاح مشجعة: "هناك أمهات يسعين إلى تعليم أبنائهن حب القراءة والكتابة. أقول للأطفال إن القراءة والكتابة هي رياضة للعقل." وأوضحت أن استخدام التكنولوجيا بشكل مدروس يمكن أن يكون جسرًا لجذب الأطفال للكتب: "يمكن للوالدين أن يستخدموا التطبيقات لمعرفة محتوى الكتاب واختصاره، ثم تحويل ذلك إلى لعبة تشجع الطفل على قراءة الكتاب بالكامل لأسبوع."
الفجوة بين الأجيال
عن الفروق بين الأجيال، قالت لوريس: "ألاحظ فرقًا كبيرًا بين الأطفال اليوم والأجيال السابقة في حبهم للكتب والكتابة. أحيانًا أعاني مع الأهالي الذين لا يدركون أهمية توصيل هذا الجسر بين الماضي والحاضر، ويعتقدون أن الهاتف يعوض عن الكتابة."
استراتيجيات عملية لجذب الأطفال للقراءة
قدمت لوريس عدة نصائح عملية للوالدين والمعلمين:
- تحبيب الطفل في القراءة من خلال استخدام التكنولوجيا بطريقة مدروسة.
- اختيار الكتب المناسبة التي تتماشى مع اهتماماته، سواء كانت كتبًا مصوّرة أو تفاعلية.
- تخصيص وقت للقراءة العائلية لتعزيز عادة القراءة منذ الصغر.
- الجمع بين الكتب الرقمية والورقية لتعزيز مهارات القراءة والكتابة.
رسالة للأطفال
وعن رسالتها للأطفال، اختصرت لوريس كلامها في جملة واحدة: "القراءة والكتابة رياضة للعقل، استمتعوا بها كل يوم."