بينما يحيي الأستراليون أسبوع التشرد لعام 2025، الذي يمتد من 4 إلى 10 أغسطس، تبرز مبادرة إنسانية لافتة يقودها رئيس بلدية كانتربري-بانكستاون، بلال حايك، تحمل في طياتها رسالة تضامن تتجاوز الشعارات.
في بلد يُتوقع أن يصل عدد من يواجهون التشرد فيه إلى 127,680 شخصًا هذا العام – وفق تقديرات Hannah's House المستندة إلى بيانات مكتب الإحصاء الأسترالي لعام 2021 – تتزايد الدعوات للانتقال من الحديث إلى الفعل، من التحليل إلى الحلول.
للسنة الثالثة على التوالي، قرر حايك أن يتخلى عن سريره الدافئ، وينام في العراء داخل خيمة في ليلة شتوية، في إطار فعالية "Lights Out Sleepout"، التي تُقام هذا العام في 18 يوليو على ملعب بيلمور الرياضي.
ويقول في حديث لـ SBS عربي:
"النوم في العراء، ولو لليلة، ليس مجرد لفتة رمزية، بل وسيلة لفهم الواقع المؤلم الذي يعيشه آلاف الأشخاص كل ليلة."
ووفقا لبلدية كانتربري-بانكستاون، فإن هذه المنطقة وحدها تضم أكثر من 2,700 مشرّد، وهو رقم صادم يعكس حجم التحدي.
ويؤكد حايك:
لا أحد يختار أن يكون بلا مأوى. معظم من نراهم في الشوارع ضحايا لظروف قاهرة: من عنف أسري إلى فقدان العمل أو استحالة دفع الإيجار.
وتقام فعالية Lights Out Sleepoutبالشراكة مع مؤسسات خيرية هي:
- Mission Australia
- Maronites on Mission
- Brothers in Need
وتهدف المبادرة إلى جمع التبرعات لتأمين:
- مأوى طارئ
- غذاء وملابس
- دعم نفسي واجتماعي
وقد نجحت العام الماضي في جمع أكثر من 30,000 دولار، وجرى توجيهها مباشرة إلى برامج دعم المشردين.
الدعوة للمشاركة لا تقتصر على المسؤولين أو المنظمات، بل تشمل كل فرد في المجتمع.
يقول حايك، مشيرًا إلى أن التسجيل يتم عبر موقع البلدية أو منصات الشركاء.
يطمح حايك إلى توسيع المبادرة مستقبلًا لتشمل مدنًا وبلديات أخرى، مؤكدًا:
نريد أن تتحول هذه الفعالية إلى تقليد وطني يُذكرنا بأن لكل إنسان الحق في مأوى آمن
واختتم حايك حديثه برسالة شخصية:
لن أتوقف. طالما هناك من ينام في العراء، سأكون معهم. نحن كمسؤولين يجب أن نقود بالأفعال، لا فقط بالكلمات.
بين الأرقام المخيفة والقصص المؤلمة، يظل الأمل حاضرًا حين يقرر أحدهم أن يستخدم موقعه للوقوف إلى جانب الضعفاء. أسبوع التشرد هذا العام هو دعوة لكل فرد في المجتمع الأسترالي ليفتح عينيه... وربما قلبه أيضًا.