كان عام 2025 عامًا مفصليًا، تداخلت فيه الأزمات الجيوسياسية مع الكوارث الطبيعية، وشهد تغيّرًا في موازين النفوذ العالمي.
عودة ترامب وإعادة رسم الأجندة العالمية
مع عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2025، لم يتأخر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فرض إيقاعه على المشهد الدولي، معلنًا بداية مرحلة جديدة من السياسة الأميركية عنوانها القوة الاقتصادية والضغط المباشر.
رئيس الولايات المتحدة الأميركي دونالد ترامب قال في خطاب تنصيبه:
"العصر الذهبي لأميركا يبدأ الآن. بالنسبة للمواطنين الأميركيين، فإن 20 يناير 2025 هو يوم التحرير".
الرسوم الجمركية… أداة ضغط عالمية
سرعان ما تحولت الرسوم الجمركية إلى ركيزة أساسية في سياسة ترامب الخارجية، مستخدمًا الاقتصاد كسلاح تفاوضي في مواجهة الحلفاء والخصوم على حد سواء.
رئيس الولايات المتحدة الأميركي دونالد ترامب قال:
"أقول دائمًا إن الرسوم الجمركية هي أجمل كلمة في القاموس بالنسبة لي، لأنها ستجعلنا أغنياء جدًا، وستعيد إلى بلدنا الشركات التي غادرت".
غير أن هذه السياسة أشعلت حروبًا تجارية وأثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي، وسط تحذيرات من تداعياتها على الأسواق والاستقرار المالي.
مواجهة اقتصادية مع الصين
بلغ التوتر بين واشنطن وبكين ذروته بعد فرض الولايات المتحدة رسومًا بنسبة 145% على السلع الصينية، وردّ الصين برسوم بلغت 125% على السلع الأميركية.
ورغم التصعيد، حاول الطرفان لاحقًا خفض منسوب التوتر.
رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ قال:
"نظرًا لاختلاف ظروفنا الوطنية، لا نتفق دائمًا، وهذا أمر طبيعي بين أكبر اقتصادين في العالم، لكن الخلافات يجب أن تُحل دائمًا".
عالم أكثر عسكرة… وحروب بلا أفق
وفق مؤشر السلام العالمي 2025 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، ارتفعت مستويات العسكرة عالميًا بنسبة 2.5%، مع تسجيل 59 نزاعًا مسلحًا قائمًا، وهو الرقم الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي قلب هذه الصورة، برزت إسرائيل منخرطة في صراعات متعددة، على رأسها الحرب في غزة.
غزة: وقف إطلاق نار بعد دمار شامل
بعد عامين من الحرب، أُعلن في 10 تشرين الأول/أكتوبر عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بوساطة أميركية.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال:
"أنهينا الحرب في غزة، وخلقنا سلامًا على نطاق أوسع. أعتقد أنه سيكون سلامًا دائمًا… سلامًا في الشرق الأوسط. كما ضمنا الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين".
لكن الثمن الإنساني كان فادحًا، مع أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني و170 ألف جريح، وإعلان المجاعة في القطاع في آب/أغسطس.
كبير مديري الطوارئ في منظمة اليونيسف إيما ماسبيرو قالت:
"احتياجات الأطفال في غزة هائلة، من المياه النظيفة والصرف الصحي، إلى الرعاية الطبية الأساسية والدعم الغذائي. نرى عددًا كبيرًا من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد وخطير".
السودان: مأساة مستمرة وحرب منسية
في السودان، استمرت الحرب الأهلية بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
الرئيسة التنفيذية لمنظمة بلان إنترناشونال رينا غيلاني قالت:
"هناك عنف شديد ضد الأطفال، والفتيات تحديدًا، مع استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب. نحو 12 مليون شخص نازحون، وهناك مجاعة حقيقية تلوح في الأفق".
بدوره، أعرب رئيس مختبر ييل الإنساني ناثانيال ريموند عن صدمته قائلاً:
"هل هذا إبادة جماعية؟ نعم. بل هو الفصل الأخير من إبادة دارفور التي بدأت قبل 20 عامًا. حجم القتل والعنف غير مسبوق في مسيرتي المهنية".
أوكرانيا: حرب استنزاف بلا نهاية واضحة
في أوكرانيا، وثّقت الأمم المتحدة أكثر من 12 ألف ضحية مدنية خلال عشرة أشهر فقط، وسط تعقيد سياسي وعسكري متزايد.
وفي مشهد علني لافت، توترت العلاقة بين الرئيسين الأميركي والأوكراني، إذ قال ترامب:
"أنت الآن في موقف سيئ، ولا تملك الأوراق".
فردّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي:
"نحن لا نلعب الورق. أنا جاد جدًا، سيدي الرئيس".
ليختتم ترامب بالقول:
"أنت تراهن بحياة الملايين".
ورغم تحسن العلاقات لاحقًا، ترى الأكاديمية الدكتورة جيسيكا جيناور من جامعة فليندرز أن استعادة أوكرانيا لكامل أراضيها تبقى غير مرجحة.
وقالت:
"من غير المرجح أن تستعيد أوكرانيا كامل أراضيها في أي تسوية تفاوضية".
هذا وقادت الأجيال الشابة من جيل Z، من نيبال إلى المغرب، احتجاجات واسعة أسقطت حكومات وأجبرت أخرى على تقديم تنازلات اذ قال متظاهر في نيبال:
"نحن نشهد المستقبل… الفساد في كل مستويات الدولة، والطلاب سئموا".
ومع رحيل البابا فرنسيس الى كوكب يشتعل، يُختتم عام 2025 عامُ صراعات، واحتجاجات، وكوارث، وتحولات كبرى…
عامٌ طرح سؤالًا واحدًا على العالم:هل ما زال هناك وقت لتغيير المسار؟
هذا التقرير من إعدادSam Dover من SBS News وبترا طوق الهندي لأس بي أس عربي.
لقراءة محتوى التقرير الصّوتي، اضغط على خاصيّة Transcription في الصورة أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.وعلى القناة 304 التلفزيونية.



