للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي. نشير الى أن هذا اللقاء يقدم معلومات عامة فقط لمزيد من التفاصيل عن حالات خاصة عليكم باستشارة طبيبكم الخاص
مع اقتراب نهاية العام، يشعر كثير من العاملين بالإرهاق والضغط النفسي، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن أربعة من كل خمسة موظفين في أستراليا يعانون من الاحتراق الوظيفي أو ما يُعرف بـ Burnout — وهي حالة من التعب النفسي والعقلي والجسدي الناتج عن ضغوط العمل المستمرة. هذه الظاهرة لا تؤثر فقط على الأداء المهني، بل تمتد لتنعكس على الصحة النفسية والجسدية أيضًا، وقد تدفع البعض إلى التفكير في ترك وظائفهم أو إعادة النظر في مسارهم المهني بالكامل.
في هذه الحلقة من بودكاست "تحت المجهر"، تحدث الاستشاري النفسي الأول الدكتور سمير إبراهيم عن أسباب الاحتراق الوظيفي، علاماته، وكيفية الوقاية منه.
يُعرّف الدكتور سمير الاحتراق الوظيفي بأنه:
"حالة من الإعياء النفسي والجسدي والعقلي، يشعر فيها الإنسان بتعب شديد رغم عدم وجود أسباب جسدية واضحة، ويصبح متوترًا وسريع الغضب، ويفقد القدرة على التركيز والاستمتاع بما يفعل."ويؤكد أن الاحتراق لا يصيب فقط من يعملون في المكاتب أو القطاعات المهنية، بل يمكن أن يصيب أي شخص يعيش ضغوطًا متكررة ومسؤوليات مستمرة، حتى لو لم يكن لديه عمل رسمي خارج المنزل:
"الاحتراق الوظيفي لا يعني بالضرورة وجود وظيفة. قد تصاب به ربة منزل تبذل جهدًا كبيرًا دون تقدير أو راحة كافية، فالمعيار هو حجم الضغط والإرهاق وليس نوع العمل."
أعراض الاحتراق الوظيفي
يشرح الدكتور سمير أن من أبرز الأعراض التي يجب الانتباه إليها:
- التعب المستمر رغم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- فقدان الحماس والشعور بأن الجهد المبذول بلا قيمة.
- صعوبة التركيز وكثرة النسيان.
- العصبية وسرعة الانفعال دون أسباب واضحة.
- تغيّر الشهية واضطرابات النوم.
- العزلة أو الرغبة في تجنب الناس.
ويضيف موضحًا الفرق بين الاحتراق الوظيفي والاكتئاب:
"الاكتئاب مرض عميق يتسم بفقدان الإحساس بالفرح والأمل، بينما الاحتراق الوظيفي مرتبط بالإجهاد المزمن وفقدان التوازن بين العطاء والراحة. الشخص قد يحب عمله، لكنه لا يمنح نفسه وقتًا لالتقاط الأنفاس، فيتحول الحماس إلى إنهاك."
كيف نحمي أنفسنا من الاحتراق؟
يشدد الدكتور سمير على أهمية أن يمنح الإنسان نفسه مساحة شخصية للتجدد الذهني والنفسي، قائلاً:
"لو لم يقدّر أحد ما نقوم به، علينا نحن أن نُقدّر أنفسنا. كلمة برافو عليك قد تكون أحيانًا العلاج الأول للاحتراق."ويختم بقوله:
"العمل جزء من الحياة وليس الحياة كلها. نحن لا نعيش لكي نعمل، بل نعمل لكي نعيش."
تنويه: هذه المعلومات من باب الاسترشاد. في حال الرغبة بالاستشارة الشخصية، يرجى التوجه لأقرب متخصص في منطقتك.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.