على المقاعد الخضراء لمجلس النواب، سيواجه حزب الأحرار مرآة الواقع: ست نساء فقط بين نوابه وفي المقابل، سيعتلي رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي مقعده بثقة المنتصر، محاطاً بأرقام تأييد قوية، وبرلمان يشهد على تحوّل نوعي: أغلبية نسائية تاريخية، وموجة جديدة من النواب الذين انتزعوا مقاعدهم من رموز اليمين واليسار على حد سواء. آلي فرانس وسارة وِتي، اسمان جديدان يدشّنان الجلسة الأولى بخطابات قد تحفظها الذاكرة السياسية طويلاً.
أما زعيمة المعارضة الجديدة، سوزان لي، فتواجه لحظة اختبار حقيقية. إنها تحاول رسم صورة لقيادة مستقلة لا تعيش في ظل قادة سابقين. لكن بحسب رئيس تحرير صحيفة التلغراف الأستاذ أنطوان القزي، فإن "سوزان لي تتصدر عناوين الأخبار، صحيح، ولكن ليس بفضل إنجازات، بل نتيجة أزمات داخلية تتعلق بقبول زعامتها، خاصة بعد تصريح منافسها على الزعامة أنغوس تايلور بأنه لن يهادن".
ويرى القزي أن قيادة لي في مهب شكوك كثيرة، بدءاً من إرث بيتر داتون، مروراً بفضيحة سفرها إلى الغولد كوست بأموال دافعي الضرائب، وصولاً إلى تساؤلات حول رؤيتها وقدرتها على الصمود وسط تصدعات داخلية.
وأضاف القزي: "حكومة الظل في عهد داتون كانت تسير على ثلاثة دواليب"، في إشارة إلى خلل عميق في الأداء والتوازن. ومع ذلك، فإن عودة الحكومة الحالية بقيادة ألبانيزي لا تعني ضمان الاستقرار طويل الأمد، حيث يذكّر القزي بأن "تجارب سابقة تقول إن آراء الأستراليين تتقلب بسرعة، والرافعة الشعبية لحزب العمال تخدم ألبانيزي حاليًا، لكنها ليست محصّنة".
وحين عاد ألبانيزي من زيارته إلى الصين، انتقدته لي لعدم عودته بـ"ضمانات بعدم قيام الصين بمناورات عسكرية"، لكن القزي يرى في هذا المطلب نوعًا من المبالغة، مؤكدًا: "الولايات المتحدة نفسها غير قادرة على الحصول على هكذا ضمانات". لكنه يشير إلى أن "تطبيق الاتفاقات مع الصين قد يساهم فعليًا في تعزيز شعبية ألبانيزي".
إذا نحن أمام أسبوع لا يُقاس فقط بعدد المقاعد، بل بعمق الرؤية ووضوح الاتجاه السياسي. فهل ينجح حزب الأحرار في إعادة تعريف ذاته ونفض غبار الهزيمة والاضطلاع بمهمة المعارضة الفيدرالية باقتدار؟ وهل يستطيع حزب العمال أن يحافظ على زخمه، ويترجم هيمنته البرلمانية إلى تغيير ملموس في حياة الناس؟
المزيد في التقرير الصوتي أعلى الصفحة.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.