لا تختصر رحلة لورا من بيروت إلى سيدني قصة تعديل شهادة فقط، بل تشكّل مرآة لكل مهاجر في قصة إصرار، رغبة في النمو، وإيمان بأن كل بداية جديدة تحمل فرصة جديدة. دون المساومة على الأحلام.
من غزير الكسروانية إلى سيدني، حملت لورا رزق الطقشي معها حقيبتين: إجازتين جامعيتين وشغفًا لا يُساوم. فبعد نيلها إجازة في علم الأحياء من جامعة سيدة اللويزة وشهادة الصيدلة من الجامعة اللبنانية الأميركية، عملت في مجال الصيدلة في لبنان إلى جانب شغفها الفني كعازفة ومدرّسة آلة الكمان.
عام 2024، وبعد انتقالها إلى أستراليا إثر زواجها، وجدت نفسها أمام التحدي الأكبر الذي يواجهه معظم المهنيين القادمين من الخارج: معادلة الشهادات. لحظة اكتشافها أنّ شهادتها غير معتمدة مباشرة في أستراليا لم تكن سهلة، تقول لورا:
"أول صدمة كانت اللغة، والثانية كانت حين أدركت أن شهادتي بالصيدلة غير معترف بها… لكنّي لم أسمح للإحباط أن يوقفني."
قررت أن تتحرّك بخطّة واضحة. بدأت العمل ضمن صيدليات متخصّصة في تحضير الأدوية (Compounding Pharmacies)، بالتوازين مع التحضير لاجتياز اختبار APRAH الخاص بالممارسين الراغبين في التسجيل لمزاولة مهنة الصيدلة في أستراليا.
نجحت لورا في اجتياز الاختبار، لتبدأ مرحلة التسجيل التجريبي (Provisional Registration) بإشراف مجلس الصيدلة الأسترالي، في انتظار حصولها على التسجيل النهائي وحقّها الكامل في مزاولة مهنتها.
عن أهمية وضع خطوة عمل بعد قراءة الواقع الأسترالي في هذا المجال، تقول لورا:
عملت خطة عملية… كنت أواجه كل خطوة وحدها: خطوة وراء خطوة، بلا تراجع
تصف لورا مرحلة التحضير للاختبار بأنها الأصعب، فالامتحان يشمل كل ما درسته خلال سنوات الجامعة، بلغة مختلفة وبمنهج جديد. ومع ذلك، نجحت من المحاولة الأولى.
لم يكن الامتحان مجرد اختبار معرفة، بل اختبار صبر وإصرار.
اليوم، وبعد تجاوزها الامتحان، حصلت لورا على التسجيل التجريبي (Provisional Registration)، وتعمل داخل صيدلية تحت إشراف مباشر بانتظار تسجيلها النهائي:
"أنا الآن في مرحلة التدريب العملي… ولكنني اردت ان افتح الباب على الخيارات المستقبلة من خلال التسجيل الكامل، لم أرغب في أن أحدّ خياراتي".
هي التي كانت تعمل في لبنان بثقة ومعرفة، بدأت في أستراليا من الصفر، لكنها اجتازت عقبات كثيرة في مدة زمنية قصيرة لترسم مستقبلًا مهنيًّا واعدًا.
تقف أمام هذه التجربة في الاستقرار في استراليا البعيدة والغريبة ثقافيًّا عنها التي أغنتها مهنيًا وإنسانيًا، بوعد عام من الهجرة، تقول:
صرت أقوى، وأكثر استقلالية. تعلمت أن أعتمد على نفسي… وأن أثق بالطريق
وتوجّه نصيحتها لكل مَن يفكر بالهجرة:
"لا تسمحوا للتحديات أن تكسر أحلامكم. المعادلة تتعب، الطريق طويل… لكن كل خطوة تقرّبكم من الهدف."
لورا التي أثنت على الدور الداعم لزوجها تقول:
"وجود شخص يؤمن بك… هو نصف الطريق."
بعد سنة من الاستقرار في استراليا، كيف تختصرين التركيبة الاسترالية في العيش، العمل وتحقيق الأهداف؟
الإجابة في الملف الصوتيّ أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.



