في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر قبل 15 عاماً، خرج الآلاف من الشباب الأستراليين من أصحاب البشرة البيضاء إلى شاطئ ''كرونولا'' في سيدني واشتبكوا مع شباب لبنانيين ما أدى إلى اندلاع أعمال شغب دامية في واحد من أكثر فصول تاريخ البلاد سواداً.
انتشرت الأخبار آنذاك بأن أستراليين من أصل لبناني اعتدوا على اثنين من منقذي الشواطئ، وكانت تلك هي الشرارة التي أشعلت الأزمة وانتشرت الرسائل الإلكترونية الداعية إلى معاقبة ذوي الأًصول اللبنانية كالنار في الهشيم ولعبت بعض وسائل الإعلام الأسترالية دوراً في زيادة حدة التوتر.
وذهب الكثير من الشباب البيض إلى حد ارتداء ملابس تحمل شعارات عنصرية ''هذه بلادنا، عليكم أن تغادروها''.
وأدان رئيس الوزراء الأحراري آنذاك جون هوارد أعمال العنف مستبعداً وجود نزعة عنصرية في المجتمع الأسترالي.
وقال الدكتور جمال ريفي وهو من أبرز نشطاء المجتمع الذين ساعدوا في نزع فتيل الأزمة، انه فخور أن أستراليا بعد 15 عاماً من "ذلك اليوم المشؤوم" تمكنت من القضاء على "التنين العنصري" الذي كان ينمو في الأوساط اليمينية المتطرفة.
قضينا معاً على التنين العنصري ولن يتجرأ على إظهار وجهه الشنيع مرة أخرى.
وأضاف د. ريفي أنه كان في ذلك الوقت جزءً من مجموعة عمل ضمت أفراداً من الجالية العربية وسياسيين ورجال دين وعناصر في الشرطة وسكان من منطقة كرونولا: "شكلنا جبهة موحدة في وجه أحزاب اليمين المتطرف التي كانت تسعى جاهدة لإذكاء نيران العنصرية في أستراليا."
وأصيب في أحداث الشغب 31 شخصاً بجروح من ضمنهم ستة رجال الشرطة وعنصران من فرق الإسعاف. كما اعتقلت الشرطة 28 شخصا جراء تلك المواجهات بتهمة السلوك العدواني والتهجم، وأغلقت الطريق إلى شاطئ كرونولا الذي تناثرت عليه الزجاجات المحطمة.
ورفع الشبان الأستراليون البيض الأعلام الأسترالية وأنشدوا أغاني عنصرية قبل أن يهاجموا عددا من المارة، بينهم امرأة مسلمة نزعوا عنها حجابها.

Source: AAP
وامتدت أعمال الشغب إلى شاطئ ماروبرا حيث حطم رجال مسلحون بمضارب البيسبول عددا من السيارات.
صور الاشتباكات انتشرت في كل أنحاء العالم وراحت بعض الدول حد إصدار تحذير من السفر إلى أستراليا.
ويرى د. ريفي أن الأجواء في العالم كانت مشحونة وتنامت مشاعر العداء تجاه العرب والمسلمين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر: "كان هناك تعبئة عالمية ضدنا وداخل أستراليا كان هناك بعض السياسيين العنصريين والأحزاب المتطرفة التي غذت الكراهية عبر وسائل الإعلام."
محاولات لتكريس ذكرى اليوم
في الذكرى العاشرة لأحداث كرونولا، حاولت بعض الاحزاب اليمينية المتطرفة تكريس الذكرى والخروج في تظاهرات معادية للمسلمين والمهاجرين ولكن مفوض شرطة نيو ساوث ويلز وقتئذ أندرو سكيبوني قرر مقاضاه هذه الأحزاب أمام المحكمة.
وفي ذات الوقت حرّك د. ريفي وبلدية Sutherland دعوى أخرى ضد هذه الأحزاب وربحوها: "لو سُمح لهم بتحويل الذكرى إلى يوم للاحتفاء به لكان قد أضر ذلك بوحد المجتمع.
وقال ريفي "قمنا ببناء صداقات بين سكان Canterbury-Bankstown وكرونولا."