في السابع عشر من سبتمبر عام 2001، بدأت أستراليا رسميًا الاحتفال بـ"يوم الجنسية" كمناسبة وطنية تهدف إلى تعزيز قيمة الانتماء وتسليط الضوء على أهمية المواطنة. هذا اليوم هو أكثر من مجرد احتفال؛ إنه تأكيد على أن أستراليا لا تُبنى فقط بالمؤسسات والسياسات، بل بأفراد اختاروا أن يكونوا جزءًا من هذا المجتمع، وأن يسهموا فيه بفاعلية واحترام.
رغم أن قانون الجنسية الأسترالية صدر عام 1949، إلا أن فكرة تخصيص يوم وطني للاحتفاء بها لم تُطرح إلا بعد عقود، لتصبح اليوم مناسبة تُنظّم فيها احتفالات رسمية ومراسم أداء القسم، ويُسلّط الضوء على قصص أشخاص قطعوا رحلة طويلة من الاغتراب والتأقلم وصولًا إلى الانتماء الكامل.
الحصول على الجنسية الأسترالية يتطلب اجتياز امتحان خاص يدور حول القيم الأسترالية، والقانون، والنظام الديمقراطي، والتاريخ الثقافي للبلاد. هو اختبار لا يُقاس بالدرجة، بل يُقاس بما بعده — الإحساس بالمسؤولية، والانخراط الحقيقي في الحياة العامة، والمشاركة الإيجابية.
تحدثت السيدة ميسون سمير يادا، وهي مدرسة ومتطوعة تُدرّس المهاجرين استعدادًا لامتحان الجنسية، عبر عملها، رافقت قصصًا كثيرة لمهاجرين ومهاجرات من خلفيات متعددة، جمعتهم الرغبة في أن يصبحوا أستراليين بالهوية والانتماء، لا فقط بالإقامة. وتحدثت كذلك عن أهمية هذا الامتحان ليس كحاجز، بل كجسرٍ يساعد المهاجر على عبور المرحلة من المقيم إلى المواطن.
تجدر الإشارة إلى أن النشيد الوطني الأسترالي تمّت ترجمته إلى اللغة العربية من قبل هيئة "أس بي أس" (SBS)، التي أخذت على عاتقها ترجمته إلى 60 لغة، حتى يتمكن المهاجرون من فهم معانيه، في خطوة تظهر كيف تحتضن أستراليا كل لغات أهلها وثقافاتهم، دون أن تفقد وحدتها.
وفي قصة واقعية تعبّر عن مرحلة ما قبل الحصول على الجنسية، وعن كل ما تحمله هذه الرحلة من انتظار وطموح وتحديات، تحدثت السيدة سارة شهدة التي لم تحصل بعد على الجنسية الأسترالية، لكنها تخطو خطواتها الأولى نحوها. سارة غادرت وطنها الأم في ظروف صعبة، وانتقلت لاحقًا إلى مدينة إربيل، حيث عاشت خمس سنوات شكّلت مرحلة انتقالية في حياتها، قبل أن تبدأ رحلة جديدة في أستراليا.
كانت البداية مليئة بالتحديات: الاندماج في مجتمع مختلف، تعلم اللغة، البحث عن عمل، وبناء حياة جديدة من الصفر. لكن رغم كل ذلك، لم تفقد سارة إيمانها بأنها في الطريق الصحيح. ومع مرور الوقت، أصبح الحلم بالجنسية الأسترالية أكثر وضوحًا، ليس فقط كوثيقة، بل كمكانة ومسؤولية وشعور بالاستقرار.
تقول سارة:
"أتوق للحصول على الجنسية الأسترالية، فأستراليا هي بلد الأمن والأمان لي ولعائلتي."
اختارت سارة بمحض إرادتها العيش في أستراليا التي أصبحت وطنًا لها، دون أن تنسى وطنها الأم سوريا، وهي عازمة على تحقيق كل أحلامها في مجال التجميل انطلاقًا من بلد يعجّ بهذا المجال، وهو أستراليا.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.