هذه المعلومات ذات طبيعة عامة ولا يمكن اعتبارها نصيحة مهنية. نظراً لأن الظروف الفردية قد تختلف من شخص لآخر، يجب عليكم استشارة خبير مستقل إذا لزم الأمر.
في السابع عشر من سبتمبر، تحتفل أستراليا بيوم المواطنة – مناسبة وطنية تحمل دلالات عميقة على صعيد الانتماء، والهوية، والمشاركة المجتمعية. في هذا اليوم، لا يتم فقط الترحيب بالمهاجرين الجدد الذين نالوا شرف الحصول على الجنسية الأسترالية، بل يُفتح أيضاً باب النقاش حول ما تعنيه هذه المواطنة من حيث الحقوق والواجبات، التحديات، والشروط التي يجب توافرها للوصول إليها.
بحسب بيانات وزارة الشؤون الداخلية الأسترالية، مُنحت الجنسية لأكثر من 185,000 شخص خلال العام المالي الماضي فقط. هذا الرقم لا يعكس مجرد ازدياد في الطلبات، بل يؤكد أن كثيرين يرون في أستراليا وطناً يستحق أن يُنتمى إليه قانونياً وروحياً. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة، حيث تُرفض قرابة 10% من الطلبات سنوياً، لأسباب تتراوح بين إخفاق في اختبارات اللغة أو عدم استيفاء المعايير القانونية.
لفهم الأبعاد القانونية والإنسانية لهذا الموضوع، التقت "إس بي إس عربي" بمحامي الهجرة الأستاذ ناظم البردوع، الذي استعرض معنا بإسهاب الجوانب المختلفة للحصول على الجنسية الأسترالية.
أوضح الأستاذ ناظم أن الجنسية الأسترالية ليست مجرد وثيقة قانونية، بل تمثل اعترافًا رسميًا بالانتماء الكامل إلى المجتمع الأسترالي. إنها تحوّل المقيم الدائم من شخص له حق البقاء إلى مواطن له كامل الحقوق السياسية والمدنية، بما في ذلك التصويت، الترشح للمناصب العامة، والحصول على الحماية الدبلوماسية.
من الناحية القانونية، هناك أربعة شروط أساسية يجب أن يستوفيها المتقدّم للحصول على الجنسية: أولاً، الإقامة لمدة أربع سنوات في أستراليا، على أن تكون السنة الأخيرة كمقيم دائم. ثانيًا، سجل جنائي نظيف، يعكس حسن السلوك وعدم التورط في مخالفات قانونية. ثالثًا، القدرة على التحدث وفهم اللغة الإنجليزية بشكل مقبول، حتى وإن لم يكن بطلاقة. ورابعًا، النية في الاستقرار الدائم في أستراليا، إذ أن السفر لفترات طويلة بعد التقديم قد يُفسر كعدم وجود نية حقيقية للبقاء، ما قد يؤدي إلى رفض الطلب.
يتطلب الحصول على الجنسية اجتياز اختبار يُعرف باسم "اختبار الجنسية"، يتضمن أسئلة تتعلق بالنظام السياسي، القيم الأسترالية، والحقوق والواجبات. النجاح في هذا الاختبار يتطلب الإجابة الصحيحة على 75% من الأسئلة، مع شرط الإجابة بدقة 100% على الأسئلة المتعلقة بالقيم. وعلى الرغم من أن الاختبار بسيط نسبياً ويتم عبر الكمبيوتر، إلا أن البعض يعاني منه بسبب ضعف المهارات اللغوية.
وفي هذا الإطار، أشار الأستاذ ناظم إلى وجود استثناءات لحالات معينة، مثل كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أو نفسية تؤثر على قدرتهم على اجتياز الاختبار. في مثل هذه الحالات، يمكن التقدم بطلب إعفاء مرفق بتقارير طبية رسمية.
ومن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها بعض المتقدمين هو الخلط بين الإقامة الدائمة والجنسية. فبينما تمنح الإقامة الدائمة الحق في العمل والعيش بأستراليا، إلا أنها لا تمنح الحق في التصويت أو الحصول على جواز سفر أسترالي، وتحتاج إلى تجديد دوري. في المقابل، تُعد الجنسية وضعًا قانونيًا أكثر استقرارًا، وتحمي صاحبها حتى في حال ارتكابه مخالفات قانونية لا تؤدي بالضرورة إلى فقدان الجنسية.
أما الأسباب الأكثر شيوعًا لرفض طلبات الجنسية، فهي عدم استيفاء شرط الإقامة الكاملة، أو الرسوب في اختبار الجنسية، أو وجود سجل جنائي حتى وإن تعلق بمخالفات بسيطة وصلت إلى المحاكم، مثل مخالفات المرور. لذلك، يُنصح دائمًا بمراجعة السجل القضائي قبل التقديم، وتأجيل الطلب إذا لزم الأمر حتى يتم تسوية أي قضايا قانونية.
وعن التوقيت المناسب للتقديم، يؤكد الأستاذ ناظم أن الحذر مطلوب. فالتقديم يجب أن يتم فقط بعد التأكد الكامل من الجاهزية واستيفاء الشروط، لأن رفض الطلب قد يؤثر سلبًا على فرص القبول مستقبلاً.
وفي ما يتعلق بازدواج الجنسية، تسمح أستراليا بها بشكل واضح، ولا تمانع أن يحمل المواطن الجديد أكثر من جنسية. ومع ذلك، يجب على المتقدم أن يتأكد من قوانين بلده الأصلي، لأن بعض الدول لا تعترف بازدواج الجنسية، وقد يؤدي الحصول على الجنسية الأسترالية إلى فقدان الجنسية الأولى.
ختاماً، فإن يوم المواطنة الأسترالي ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل لحظة تأمل في المعاني العميقة للهوية، والانتماء، والمسؤولية. citizenship ليست مجرد كلمة تُكتب في جواز السفر، بل قرار بأن تكون جزءًا من مجتمع يُبنى على القيم، العدالة، والتنوع.
هذه المعلومات ذات طبيعة عامة ولا يمكن اعتبارها نصيحة مهنية. نظراً لأن الظروف الفردية قد تختلف من شخص لآخر، يجب عليكم استشارة خبير مستقل إذا لزم الأمر.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand