أظهرت دراسة صدرت حديثًا في أستراليا، أن ستة من كل عشرة أولياء أمور عبّروا عن قلقهم من الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي بين المراهقين، الذين يقضون ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا على الإنترنت. ساعات تبدو قصيرة في ظاهرها، لكنها كافية لغمرهم في دوامة من المعايير الجمالية غير الواقعية، والمحتوى المزعج، والسلبية العاطفية التي تترك أثرًا صامتًا على نفوسهم.
لكنّ المشكلة لا تتوقف عند حدود الشاشات. فالعادات الرقمية، كما تكشف الأبحاث، استبدلت أنماط حياة أكثر صحة وتوازنًا مثل النوم المنتظم، وممارسة الرياضة، والتفاعل الإنساني الواقعي. النتيجة؟ أجيال من الشباب تشعر بالإرهاق الذهني والعزلة العاطفية، في وقت تتجه فيه الحكومة الأسترالية لبحث فرض قيود على استخدام وسائل التواصل لمن هم دون السادسة عشرة.
وسط هذا الزخم من التساؤلات، يبرز سؤال جوهري: كيف يمكن مساعدة الشباب على استعادة توازنهم النفسي في عصر يغمرهم بالضجيج الرقمي؟
Life Coaching Tuqa Al-Naseri Credit: Tuqa Al-Naseri
ترى الأستاذة تُقى الناصري المتخصصة في التطوير الذاتي وعلاج الشخصية أن الحل لا يكمن في الابتعاد التام عن الإنترنت، بل في إعادة بناء روتين يومي صحي يزرع في حياة المراهقين و الأطفال شعورًا بالاستقرار والسيطرة.
المراهقون يشعرون اليوم بأنهم غارقون في الضغوط. عندما تبدو الحياة غير مستقرة، يصبح الروتين بمثابة مرساة تمنحهم الأمان واليقين. العادات البسيطة والمقصودة تمنح الدماغ فرصة للراحة وتنظم المشاعر.
ولترجمة هذه الفكرة إلى خطوات عملية، تقدم نصائح محورية يمكن لكل أسرة البدء بها:
1. خلق جو عائلي بنشاط حركي: المشي العائلي قبل العشاء قد يصنع فارقًا كبيرًا في المزاج ويخفف التوتر.
2. إنشاء مناطق خالية من الشاشات: مثل حظر الهواتف على طاولة الطعام أو قبل النوم، على أن يشارك الأهل أبناءهم في الالتزام بهذه القواعد.
3. إعطاء الأولوية للتواصل الإنساني: تخصيص وقت للحديث، أو الضحك، أو تناول الطعام مع المقربين، فالعلاقات الإيجابية تظل أقوى مؤشرات الرفاهية طويلة الأمد.
وتختم الأستاذة بنصيحة أننا قد لا نحتاج إلى كسر الهواتف أو الهروب من العالم الرقمي، بل إلى استعادة التوازن الإنساني الذي يجعلنا نحيا لا لمجرد التواصل، بل للفهم، وللراحة، ولأن نكون بخير.
استمعوا لنصائح أكثر وتكتيكات عملية من الأستاذة تقى الناصري، بالضغط على زر الصوت في الأعلى.
تنويه: هذه المعلومات من باب الاسترشاد. في حال الرغبة بالاستشارة الشخصية، يرجى التوجه لأقرب متخصص في منطقتك.