في سياق التصعيد المتواصل للحرب في غزة، كثرت في الأسابيع القليلة الماضية الحوادث المرتبطة بمعاداة السامية من جهة، وتلك المعادية للفلسطينيين والمسلمين من جهة أخرى. فقد تعرض كنيس يهودي في مدينة ملبورن لحادثة حرق، حذر على إثرها رئيس الكنيس داني سيغال من أن الحادث كان يمكن أن ينتهي بكارثة لولا سرعة الإخلاء، حيث تمكن نحو عشرين شخصاً من مغادرة المكان قبل اتساع رقعة النيران.
بالمقابل، تسجلت اعتداءات طال بعضها أشخاصاً يرتدون رموزاً تشير إلى أنهم فلسطينيون أو إلى متعاطفين مع القضية الفلسطينية.
وهذا ما جرى للشقيقين الفلسطينيين الأستراليين شامخ وماجد بدرة على متن قطار في سيدني. فلنستمع إلى التفاصيل من شامخ نفسه:
"بدأ بعض الركاب بمهاجمة أخي ماجد لفظيًا لأنه كان يرتدي الكوفية الفلسطينية، وبدأوا بإطلاق الشتائم علينا. حاولت تهدئة الوضع لكن الهجوم استمر، واضطررنا للدفاع عن أنفسنا حتى وصلنا إلى أبواب القطار. هذا الهجوم كان على هويتنا، وكل شخص له الحق بالفخر بتاريخ عائلته وهويته."الشقيقان بدرا معروفان بأعمالهما الفنية، حيث أنتجوا فيلمًا وثائقيًا بعنوان Gaza Nippers عن برنامج إنقاذ الأطفال على الشواطئ في غزة، المدعوم من أندية إنقاذ أسترالية.
شامخ، الطالب في مرحلة الدكتوراه وصانع الأفلام، أشار إلى أن الحادثة أثارت مشاعر صدمة وخوف، لكنها عززت إصراره على مواجهة العنصرية والتحدث علنًا عن الهجمات التي تستهدف هويتهم. وقال: «لقد فقدنا أفرادًا من عائلتنا في حرب غزة، وما زال العديد من أفراد الأسرة الناجين هناك يعيشون تحت القصف. أن تتعرض للعداء هنا في أستراليا، بسبب كونك فلسطينيًا، يجعل كل ذلك أكثر صعوبة على المستوى النفسي».
وقد قام الشقيقان بتقديم تقرير رسمي للشرطة، مع تسجيلات الفيديو التي توثق الحادثة، فيما أكدت الشرطة أن التحقيقات مستمرة، بالتعاون مع أمن قطارات سيدني لضمان محاسبة المعتدين.
واختتم شامخ حديثه برسالة قوية: «كل شخص لديه الحق في أن يشعر بالأمان وأن يكون فخورًا بهويته، ولن نصمت عن هذه الاعتداءات العنصرية»
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.