لعقود، كانت الدبكة شغف إيلي عاقوري الدائم.
كان أول من أسس فرقة دبكة فولكلورية في أوساط الجالية اللبنانية في أستراليا. ورغم التحديات الكثيرة، ظلّ عاقوري ثابتًا على نهجه، مقدمًا عروضًا نابضة بالحياة للمجتمع العربي والجمهور الأسترالي الأوسع. ومن خلال تفانيه، ساهم في رفع مستوى الوعي بهذا الفن التقليدي، وحصل على العديد من الأوسمة المرموقة. كان آخرها وسام أستراليا (OAM)، الذي مُنح له بمناسبة عيد ميلاد الملك تشارلز عام ٢٠٢٥. وقد مثّل هذا التكريم تقديرًا لمساهماته المتميزة في الفنون والتزامه الراسخ بالحفاظ على التراث الثقافي.
يُعد وسام أستراليا (OAM) أحد أرفع الأوسمة المدنية في البلاد. وفي تعليقه على هذا التكريم خلال لقاء مع أس بي أس عربي، قال إيلي عاقوري، مؤسس ومدير فرقة الأرز اللبنانية للفولكلور، إنه يُمثّل تتويجًا لعقود من العمل الدؤوب لتعزيز الروابط الثقافية من خلال الدبكة والفنون الشعبية. بالنسبة لإيلي، الجائزة ليست تكريما شخصية فحسب، بل هي تكريم للمجتمع اللبناني بأكمله.
منذ وصوله إلى أستراليا عام ١٩٧٣، أي قبل أكثر من خمسين عامًا، حمل إيلي شعلة الفولكلور اللبناني بفخر. في عام ١٩٧٧، أسس فرقة أرز لبنان الفلكلورية، التي سرعان ما أصبحت ركنًا ثقافيًا أساسيًا، إذ وفرت مساحةً لتعليم وتدريب مئات الشباب والشابات على فن الدبكة. تحت إشرافه، تطورت الدبكة إلى أكثر من مجرد رقصة، بل جسدت صورا في الذاكرة والهوية وحس الانتماء.

Elie Akoury receiving OAM Credit: Elie Akoury
"لا أدري إن كان السبب هو شباب وشابات الفرقة، أو حبي للدبكة وشغفي بالفنون، أو أملي في أن نعود يومًا ما إلى لبنان ونجده بلدًا مثل أستراليا".
كما أعرب إيلي عن امتنانه العميق لأستراليا، الأرض التي احتضنت رسالته في إحياء التراث والحفاظ على التقاليد.
على مرّ العقود، انضمّ أكثر من 675 عضوًا إلى فرقة الأرز. إيلي، وهو الآن في السبعينيات من عمره، يرقص جنبًا إلى جنب مع أبناء وأحفاد الأعضاء السابقين، ويقف جنبًا إلى جنب مع الأجيال الجديدة التي لا تزال مفتونة بإيقاعات أسلافها. يصف إيلي أواصر العلاقات داخل الفرقة بأنها عائلية بامتياز.

Elie Akoury receiving OAM. Credit: Elie Akoury.
حتى بعد خمسة عقود على خشبة المسرح، لم يتلاشى حماسه ولا يزال يشعر بهيبة الإطلالة الأولى على المسرح والظهور أمام الجمهور.
"بالرغم من خبرة 53 من تقديم العروض المباشرة على المنسرح، لا أزال أشعر بهيبة الإطلالة أمام الجمهور في كل مرة، ولكن متى خرجت وتفاعلت مع الجمهور وشعرت بفرحه، أصبح سعيدا وأقدم أفضل ما عندي."

Elie Akoury receiving OAM. Credit: Elie Akoury.

Elie Akoury receiving OAM. Credit: Elie Akoury.
"الجسم يخذل الإنسان أحيانا ولكن قوة الإنسان الحقيقية تجدها في القلب والمحبة والمثابرة."
وفي المستقبل، يأمل إيلي أن تحمل الأجيال الشابة الشعلة، وتحتضن الفن الذي عاشه بشغف وهدف، وأن تواصل إحياء التراث اللبناني في أستراليا كما في الوطن الأم.