لم تتوقف رحلة صانعة الشموع خلود حسين وهي الموزعة بين ثلاث هويات.. ومهن متعددة، عند حدود الهجرة والتأقلم.
بل كانت رحلتها مشوار بحث دائم عن ذات متجددة، لتصنع حياتها من جديد كلما بدا أن الطريق وصل إلى نهايته.
ومن مقاعد الجامعة في الأردن إلى قاعات رياض الأطفال في أستراليا، ومن غرفة تصفيف الشعر والمقص إلى عالم الشموع والبازارات والمصنوعات اليدوية، نسجت خلود أكثر من خيط لحياتها، وصنعت لنفسها أكثر من طريق للابداع.
زوجة وأم لطفلين، لكنها في الوقت نفسه مبادِرة، وصوت فاعل في مجتمعها المحلي، لا تكتفي بأن تعيش تجربتها الفردية، بل تدفع نساء أخريات إلى خوض تجارب مشابهة وكسر حاجز الخوف.
خلود حسين: التعددية الثقافية وسّعت الأفق وجعلتني أرى العالم بعدسات مختلفة
عن تلك الرحلة والهويات تحدثت السيدة خلود حسين لبودكاست "قصتي" في أس بي أس عربي مؤكدة إنها " فلسطينية الجذور، كبرت وترعرعت في الأردن قبل أن تنتقل إلى أستراليا"، واضافت أنها تعد نفسها خليطاً من ثلاثة أوطان "تسكن جميعها في قلبها".
وأكدت أن التعددية الثقافية لم تكن عبئاً، بل كانت "مصدر إلهام وقوة"، موضحة أن هذه التجربة جعلتها ترى العالم "بعدسات مختلفة"، وساعدتها على التأقلم بسرعة وبناء صداقات مع أشخاص من خلفيات متعددة.
واستعادت خلود حسين بداياتها في أستراليا، مشيرة إلى أنها تطوعت بعد ثلاثة أشهر فقط من وصولها كمعلمة في روضة أطفال، واعتبرت هذه الخطوة "نقطة تحول" ساعدتها على الاندماج في المجتمع الجديد.
وأوضحت أنها وجدت في العمل التطوعي وسيلة للتعلم والتأقلم، مبينة أن التجربة جعلتها تشعر بأنها "ليست غريبة بل ذات دور وقيمة".
خلود حسين : تصفيف الشعر كان شغفي الأول والشموع منحتني متعة التفاصيل الصغيرة
وتحدثت خلود حسين عن انتقالها بين التعليم وتصفيف الشعر والمشاريع الصغيرة، مؤكدة أن كل محطة منها لامست جانباً من شخصيتها.
واكدت "تصفيف الشعر كان شغفاً قديماً وموهبة استمتعت بتطويرها"، مضيفة أن متعة العمل كانت تكتمل حين تخرج زبونتها راضية عن النتيجة والاصداء جميلة وايجابية على الدوام، ومضت الى القول " في عمل المصنوعات اليدوية وصناعة الشموع اختبر صبري وفيه اكتشف متعة التفاصيل الصغيرة"، لافتة إلى أنها تمثل فناً بحد ذاته مثل باقي تجاربها.

وذكرت أن هذه التجربة أتاحت لها الجمع بين الفن والذكريات، مضيفة أنها كثيراً ما تضيف لمسات مستوحاة من جذورها الثقافية.
وأكدت خلود حسين أن مشاركتها في فعاليات الجاليتين الفلسطينية والأردنية منحتها شعوراً قوياً بالانتماء، مضيفة أن تلك اللقاءات "أكثر من مجرد طعام وفنون، بل رسائل لربط الأجيال والتأكيد على أن الهوية لن تضيع".
ووجّهت خلود حسين رسالة إلى النساء من أصول عربية في أستراليا، داعية إياهن إلى البدء بمشاريعهن الخاصة دون خوف من الفشل.
وقالت: "الفشل شيء طبيعي، لكنه لا يجب أن يحبط المعنويات.. التجربة بحد ذاتها هي الطريق إلى النجاح".
وختمت مؤكدة إنها تجد نفسها في كل مساحة من حياتها وقالت "في الصالون أستمتع بالإبداع، وفي عالم الشموع أجد ذاتي، وفي فعاليات الجالية أعيش لحظات التواصل الحقيقية".
