وفق مسح شمل 3,881 مشاركًا، فقد ظهر ارتفاع نسبة المقامرين خلال عام واحد على الأقل من 57% عام 2019 إلى 65% عام 2024، لتتربع اليانصيب على رأس قائمة أشكال المقامرة الأكثر شيوعًا، تليها بطاقات الخدش الفورية، وماكينات القمار، وسباقات الخيل، والمراهنات الرياضية.
خسائر بمليارات الدولارات
الأرقام لا تقف عند حدود الأفراد، بل تنعكس على الاقتصاد الوطني؛ فقد خسر الأستراليون نحو 32 مليار دولار سنويًا على أشكال المقامرة القانونية، وهو المعدل الأعلى للفرد عالميًا.
ووفق المسؤول في مؤسسة Salvation Army في ولاية فيكتوريا فأوضح أن ولاية فيكتوريا وحدها، بلغت الخسائر فيها حوالي 7 مليارات دولار خلال عام واحد فقط، مع تسجيل ضواح مثل "هيوم" أعلى معدلات الإنفاق، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الاجتماعية والصحية.
إصلاحات مطلوبة وماكينات القمار في مرمى الجدل
تزايدت الدعوات إلى تعميم نظام “اللعب بالبطاقات” المطبق في "كراون كازينو" ليشمل جميع صالات القمار، بهدف الحد من المخاطر ومراقبة سلوك اللاعبين. وأكد الدكتور غابرييل تيلمان، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن 15% من الأستراليين تعرضوا لأضرار بسبب المقامرة في 2024، مقارنة بـ 11% فقط عام 2019، لافتًا إلى أن المقامرة تتحول من تسلية إلى إدمان سلوكي يلتهم حياة الأفراد.
الشباب في دائرة الاستهداف
الشريحة الأكثر تضررًا هي فئة الشباب بين 18 و24 عامًا، الذين يتعرضون لمخاطر المقامرة بمعدل يقارب ضعف الفئات الأخرى. ويلعب سلاح الإعلانات الرقمية دورًا بارزًا في استقطابهم، حيث تظهر إعلانات المقامرة حتى في تطبيقات كرة القدم التي يستخدمها المراهقون.
شهادة من قلب التجربة
المقامر السابق شين رودجرز، من شعب تاونغورونغ، تحدث عن نشأته في بيئة ارتبطت بالقمار منذ الطفولة، ليكتشف خطورة الأمر في سن الثامنة عشرة، قبل أن يطلب المساعدة في أواخر العشرينيات بعد أن انعكست الخسائر على تفاصيل حياته اليومية. ورغم إقلاعه منذ أكثر من عقد، لا يزال يخشى على ابنه من التعرض المبكر لهذا الخطر، مطالبًا بضوابط أكثر صرامة على الإعلانات الموجهة للشباب.
القمار الإلكتروني: بوابة مفتوحة بلا رقابة
تنامى القمار عبر الإنترنت بشكل لافت خلال فترة جائحة كورونا، حيث تحولت التطبيقات الرقمية إلى ساحات سهلة الوصول لكل من يرغب. وبحسب تقارير ميدانية، يشارك نحو 600 ألف قاصر في أنشطة المقامرة الإلكترونية سنويًا، نتيجة ضعف الرقابة وسهولة تجاوز شروط العمر على المنصات.

Source: AFP, Getty / WILLIAM WEST/AFP via Getty Images
أصوات مجتمعية تحذر من “جائحة اجتماعية”
قال تيم كوستيلو، كبير دعاة تحالف إصلاح المقامرة، إن أستراليا تشهد “محرقة اجتماعية تحدث أمام أعيننا”، مشيرًا إلى إخفاق الحكومة الفيدرالية في تطبيق توصيات التقرير الصادر عام 2023، ومنها إنشاء هيئة وطنية لتنظيم المقامرة وحظر إعلانات المراهنات على الإنترنت.
الحكومة ترد بإجراءات احترازية
في المقابل، أكدت حكومة ألبانيزي أنها اتخذت خطوات مهمة للحد من الأضرار، منها إطلاق سجل الاستبعاد الذاتي “BetStop”، وفرض التحقق الإلزامي من الهوية، وحظر استخدام بطاقات الائتمان في المراهنات، إلى جانب إلزامية الشعارات التحذيرية في الإعلانات.
ما بين التسلية والإدمان… ناقوس خطر يقرع
المقامرة في أستراليا لم تعد مجرد نشاط ترفيهي، بل أزمة اجتماعية واقتصادية تهدد الأفراد والعائلات على حد سواء. وبينما تتواصل التحذيرات من تفاقم الظاهرة، يظل السؤال مفتوحًا: هل تنجح التدابير الحكومية والمجتمعية في كبح “جائحة المقامرة” قبل أن تتسع أكثر؟
في حال الاحتياج إلى أي مساعدة: يرجى الاتصال بخط المساعدة على الرقم 131114 او ارسال رسالة على الرقم 0477131114
أو الرقم المجاني للهيئة الوطنية للمكافحة المقامرة 1800858858
للحصول على دعم مجاني ومهني وسري على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. للمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني www.gamblinghelponline.org.au.
استمعوا لتفاصيل أكثر بصوت مايكل خير الله مسؤول مكافحة القمار في مؤسسة Salvation Army في ملبورن بالضغط على زر الصوت في الأعلى.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.