"اتحدث إليكم بصفتي الشخصية الليلة بصفتي أبلغ من العمر 26 عاما ، أرى قلق الشباب بالإضافة إلى التحديات التي تواجه الآباء الجدد. أنا هنا الليلة لأخبركم ، لأحذركم من أن هذه الانتخابات هي قرار بين الحفاظ على اميركا كما نعرفها والقضاء على كل ما نحبه" ..
هذا ما قاله المؤثر الأميركي المحافظ تشارلي كيرك قبل خمس سنوات يوم كان يحث الشباب على المشاركة في الانتخابات ، وتلك الكلمات هي بعض من خطاباته التي دفعت الرئيس الاميركي دونالد ترامب اليوم لأن ينعاه بنفسه بعد مقتله إثر تعرضه لإطلاق النار خلال مشاركته في مناظرة مفتوحة في جامعة بولاية يوتا الأوساط السياسية الأميركية بل ووصفه بالأسطوري العظيم و "شهيد الحقيقة والحرية".
ولكن من هو تشارلي كيرك الذي هز إغتياله الأوساط السياسية في اميركا والعالم وأمر ترامب بتنكيس الاعلام لمدة أسبوع تكريما لذكراه ، فيما طلب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون من جميع الأعضاء الوقوف للحظة صمت وصلاة، أما حاكم يوتا الجمهوري سبنسر كوكس فقد وصف مقتل كيرك بإطلاق نار في حرم جامعي في الولاية الواقعة في غرب الولايات المتّحدة هو "اغتيال سياسي".
تشارلي كيرك .. نجم حركة محافظة اقترب من جرف السياسة مبكرا
ولد تشارلي كيرك عام 1993 في ضواحي شيكاغو، ونشأ في بيتٍ من الطبقة المتوسطة؛ والدته مستشارة في عيادة للصحة النفسية ووالده مهندس معماري عملت شركته على مشروع برج ترامب في نيويورك.
لم يكمل الجامعة رغم قبوله في بايلور، فاقترب مبكرا الى جرف السياسة كهاوٍ لبرامج اليمين الإذاعية في سن المراهقة. وحينها لم متيقنا ان هذا النفَس المبكر سيتحوّل سريعًا إلى مشروع عمره.
برز اسم كيرك لأول مرة عام 2011 حين قاد احتجاجا مدرسيا ضد ارتفاع أسعار الكوكيز في مطعم المدرسة، وبعدها بعام كتب مقالا في موقع "بريتبارت" وظهر على شاشة "فوكس نيوز"، ما فتح أمامه أبواب العمل السياسي والإعلامي.
نقطة التحول مع Turning Point USA
في عام 2012، وهو في الثامنة عشر من عمره، أسّس كيرك منظمة “Turning Point USA” التي تحولت خلال عقد واحد إلى أضخم شبكة طلابية محافظة في الولايات المتحدة، تضم أكثر من 850 فرعا جامعيا.
وسرعان ما توسعت المنظمة لتشمل ذراعا سياسية صار كيرك وجهها وخطابها و"محركها" جامعًا بين قدرة تنظيمية على الحشد ومهارة خطابية تستدرج خصومه إلى مناظرات مصوّرة تتكفّل المنصات لاحقًا بتوسيع انتشارها وتلك المحطة في حياته كان عنوانها "Turning Point Action"، بالإضافة إلى "TPUSA Faith" لتعبئة الكنائس سياسيا والتي تحولت إلى كيان ذي موارد ضخمة؛ إذ سجّلت عشرات الملايين من الدولارات سنويًا عبر كياناتها المختلفة.
ونظمت مؤتمرات حاشدة، وأطلقت منصات إعلامية مؤثرة أبرزها بودكاست ذا تشارلي كيرك شو The Charlie Kirk Show .
صوت الشباب وصداقة آل ترامب
نسج كيرك علاقات وثيقة مع دونالد ترامب الابن، وشارك في دعم “جيه دي فانس” مبكرا الذي أصبح نائب الرئيس، وخلال فترة ترامب الأولى، زار البيت الأبيض أكثر من 100 مرة، وكان حاضرا في بعض النقاشات حول التعيينات الوزارية.
ومع فوز دونالد ترامب بالدورة الرئاسية الاولى ثم صعوده مجددا، أصبح كيرك من "الحلقة الداخلية" في عالم ترامب؛ يتردّد على البيت الأبيض ومارالاغو بكثافة، ويؤثّر في ملفات التعيينات ورسائل الحملة، ويقدَّم في احتفالات اليمين بوصفه "صوت الشباب" ومُنظِّمهم.
وحتى مع عدم تولّيه منصبا رسميا، وظَّف قربه من الرئيس وشبكته المانحة ليصبح لاعبا سياسيا وإعلاميًا يتجاوز حجمه وتاثيره عمره .
التأثير الرقمي
وفي عام 2024 لعبت منظمته دورا في استنهاض الشباب الجمهوريين عبر حملة "Chase the Vote" التي استهدفت الناخبين قليلي المشاركة والناخبين المتأرجحين.
وعُرف بخطابه الشعبوي والديني الحاد. ففي إحدى الفعاليات بجورجيا العام الماضي، هاجم الديمقراطيين معتبرًا أنهم "يمثلون كل ما يكرهه الله"
ودافع في مناظرات علنية عن مواقفه التي تشمل معارضة الإجهاض
وأطلق كيرك عام 2024 حسابه على "تيك توك"، ليقدّم مقاطع قصيرة بعنوان "لقد غُسِل دماغك"، يجادل فيها طلابا ليبراليين ، بل ان بعض هذه المقاطع حصد أكثر من 50 مليون مشاهدة، ما جعله أحد أبرز الأصوات المحافظة بين جيل الالفية
رحيل مبكر وصدى واسع
يرى مراقبون أمريكيون أنه برحيل كيرك عن عمر 31 عاما، خسر التيار المحافظ أحد أكثر وجوهه تأثيرا بين الشباب، وعبّر أنصاره عن صدمتهم،
فيما تعهّد قادة الحركة الجمهورية بمواصلة إرثه الذي تمثل في المزج بين السياسة والثقافة وبناء جيل جديد من المحافظين.
وندد مسؤولون جمهوريون وديمقراطيون بما وصفوه "اعتداء على الديمقراطية" ودعوا إلى مواجهة تصاعد العنف السياسي

The crowd reacts after Charlie Kirk is shot at the Utah Valley University in Orem, Utah. Source: AAP / Tess Crowley/AP
وقع إطلاق النار الذي أودى بحياة تشارلي كيرك بينما كان يشارك في مناظرة مفتوحة يديرها مع منظمته Turning Point USA. وآخر ما قاله قبل إصابته كان ردا على أحد الطلاب الذي سأله عن مرتكبي عمليات إطلاق النار في البلاد خلال العقد الأخير، فأجاب: "كُثر"، قبل أن يُطلق النار عليه وكأنه قبل تلك اللحظة كان يصف خاتمة حياته