قالت الفنانة العراقية ميساء حسين حمود إنها لم تغادر العراق خالية الوفاض، بل حملت في حقيبتها حروف اللغة العربية وذكريات طفولتها في بغداد، لكنها اختارت أن تغادر الفصل الدراسي حيث كانت مدرسة للغة العربية، لتفتح بابا جديدا هو باب الفن والإبداع.
وأوضحت أنها منذ وصولها إلى أستراليا قبل أكثر من 16 عاما، وضعت أسرتها في المقام الأول، لكنها لم تتخلَّ عن شغفها القديم بالفن.
واستعادت تلك المرحلة بقولها إنها "واصلت الخياطة والرسم كهواية شخصية"، قبل أن تتحول هذه المحاولات إلى مشروع متكامل اسم Shanasheel Art.
ميساء حسين : الفن يمنحني الأحساس والذكريات وهو الأقرب الى روحي
وبيّنت أن الفن يمنحني الأحساس والذكريات وهو الأقرب الى روحي وأنها بدأت من أعمال بسيطة مثل النقش على الأواني والرسم على الزجاج والتطريز على العباءات، ومضت إلى القول إن "المشروع تطور ليشمل صناعة الدمى البغدادية التي تحاكي شخصيات ومهن وحرف عراقية قديمة".
وأكدت أن الهدف من ذلك هو نقل التراث العراقي إلى الأجيال الجديدة التي وُلدت في المهجر.
واستذكرت أن الإلهام يأتيها من صور بغداد وأسواقها القديمة وذاكرة الطفولة، مشيرة إلى أن شارع المتنبي والمكتبات والبيوت البغدادية التقليدية شكّلت صورا عالقة تحولت فيما بعد إلى أعمال فنية.
وأضافت أن كل قطعة تختلف عن الأخرى لأنها تحمل "روحها الخاصة"، مبينة أن الفن بالنسبة لها ليس مجرد شكل، بل إحساس وذاكرة وصوت الماضي.
ولفتت ميساء حسين إلى أن الدمى التي تصنعها ليست مجرد مجسمات ، بل شخصيات تعكس الواقع بملابسها التقليدية مثل الطفل الذي يرتدي الدشداشة ويحمل "شعر البنات"، وامرأة تطحن القهوة، والقهوجي الذي يرتدي اليشماغ والرجل الكبير الذي يرتدي العباءة الرجالية .
وأكدت أن هذه التفاصيل الصغيرة تمنح الدمى حياة وتجعلها شبيهة بالمتحف البغدادي المصغر.

وأكدت أن "لحظة فخر أسرتها بأعمالها كانت علامة على أنها تسير في الاتجاه الصحيح".
وأضافت أن تشجيع الجالية العراقية والعربية في أستراليا منحها ثقة أكبر لمواصلة العمل.
وأوضحت أن أعمالها لاقت إعجاب الزبائن لأنها تُعيد إحياء التراث وتُدخل الذكريات إلى البيوت، مشيرة إلى أن بعضهم اقترح عليها أن تفتح منزلها كمتحف صغير يمكن للناس زيارته.
اقرأ المزيد

مشوار إلى بالي: الوجهة المفضّلة للأستراليين
ميساء حسين : أسعى لافتتاح ورشة لتعليم الجيل الجديد الرسم على الزجاج وصنع الدمى لتعريفهم بتراثنا الثري
وأعربت ميساء حسين عن أملها في أن يتحول مشروعها مستقبلا إلى ورشة تعليمية ومتحف عام في ملبورن، يعرّف الأطفال والجيل الجديد بتاريخ بلادهم وتراثها الغني.
وحثت ميساء حسين النساء العربيات على عدم الخوف من خوض غمار العمل الحر والفن، قائلة: "لا تخفن من الفشل، جربن، فالتجربة أفضل من الخوف".
وختمت مؤكدة أن مشروعها "ذاكرة متحركة" تحفظ رائحة بغداد وتعيدها إلى قلوب المغتربين.
